الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3524 - "ثلاثة لا تقربهم الملائكة بخير: جيفة الكافر؛ والمتضمخ بالخلوق؛ والجنب ؛ إلا أن يبدو له أن يأكل؛ أو ينام؛ فيتوضأ وضوءه للصلاة"؛ (طب)؛ عن عمار بن ياسر ؛ (ح) .

التالي السابق


(ثلاثة لا تقربهم الملائكة بخير) ؛ ملائكة الرحمة والبركة؛ ونحو ذلك؛ لا الكتبة؛ ولا ملائكة الموت؛ كما سبق؛ ( جيفة الكافر) ؛ أي: جسد من مات على الكفر؛ (والمتضمخ بالخلوق) ؛ أي: المتلطخ به؛ قال القاضي: وهو طيب له صبغ يتخذ من زعفران ونحوه؛ وسببه أنه توسع في الرعونة؛ وتشبه بالنساء؛ وذلك يؤذن بخسة النفس وسقوطها؛ ( والجنب ؛ إلا أن يبدو له أن يأكل) ؛ أي: أو أن يشرب؛ (أو ينام) ؛ قبل الاغتسال؛ (فيتوضأ) ؛ فإنه إذا فعل ذلك لم تنفر الملائكة عنه؛ [ ص: 326 ] ولم تمتنع عن دخول بيت هو فيه؛ وبين بقوله؛ (وضوءه للصلاة) ؛ أي: المراد الوضوء الشرعي؛ لا الوضوء اللغوي؛ وهو رد صريح على من اكتفى به؛ قال القاضي : والكلام في جنب تهاون في الغسل؛ وأخره حتى مر عليه وقت صلاة ؛ وجعل ذلك دأبا وعادة؛ فإنه مستخف بالشرع؛ متساهل في الدين؛ غير مستعد لاتصالهم؛ والاختلاط بهم؛ لا أي جنب كان؛ لما ثبت أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف على نسائه بغسل واحد.

(طب؛ عن عمار بن ياسر ) ؛ قال في الفردوس: وفي الباب ابن عباس وغيره.




الخدمات العلمية