الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3562 - "ثمن القينة سحت؛ وغناؤها حرام؛ والنظر إليها حرام؛ وثمنها مثل ثمن الكلب ؛ وثمن الكلب سحت؛ ومن نبت لحمه على السحت فالنار أولى به"؛ (طب)؛ عن عمر ؛ (ض) .

التالي السابق


( ثمن القينة) ؛ الأمة؛ غنت أو لا ؛ كما في الصحاح؛ من "التقيين"؛ وهو التزيين؛ سميت به لأنها تزين البيت؛ قال البيضاوي : وهنا أريد بها المغنية؛ إذ لا وجه لحرمة ثمن غيرها؛ (سحت) ؛ بضم؛ فسكون؛ أي: حرام؛ سمي به لأنه يسحت البركة؛ أي: يذهبها؛ (وغناؤها حرام) ؛ أي: استماعه؛ (والنظر إليها حرام؛ وثمنها مثل ثمن الكلب) ؛ قال البيضاوي : التحريم مقصور على البيع؛ والشراء؛ لأجل التفخم؛ وحرمة ثمنها تدل على فساد بيعها؛ لكن الجمهور صححوه؛ وأولوا الحديث بأن أخذ الثمن عليهن حرام؛ كأخذ ثمن العنب من الخمار؛ لأنه إعانة وتوسل لمحرم؛ لا لأن البيع باطل؛ ( وثمن الكلب سحت؛ ومن نبت لحمه على السحت) ؛ بتناوله أثمان شيء من هؤلاء؛ أو غيرها؛ قال في النهاية: "السحت": الحرام الذي لا يحل كسبه؛ لأنه يسحت البركة؛ أي: يذهبها؛ و"السحت": الرشوة في الحكم؛ (فالنار) ؛ أي: نار جهنم؛ (أولى به) ؛ لأن الخبيث للخبيث؛ فأسند ما ذكر إلى اللحم؛ لا إلى صاحبه؛ إشعارا بالغلبة؛ وأنه حيث لا يصلح لدار الطيبين - التي هي الجنة -؛ بل لدار الخبيثين - التي هي النار -؛ هذا على ظاهر الاستحقاق؛ أما إذا تاب الله عليه؛ أو غفر له بغير توبة؛ أو أرضى خصمه؛ أو نالته شفاعة شفيع؛ فهو خارج من هذا الوعيد.

(طب؛ عن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ ورواه عنه الديلمي أيضا؛ قال الذهبي : والخبر منكر.




الخدمات العلمية