الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
فصل في المحلى بـ "ال"؛ من هذا الحرف

3567 - "الثالث ملعون" ؛ يعني على الدابة؛ (طب)؛ عن مهاجر بن قنفذ ؛ (ح) .

التالي السابق


(الثالث) ؛ أي: الإنسان الذي ركب على البهيمة وعليها اثنان؛ فكان هو الثالث ؛ وكانت لا تطيق ذلك؛ (ملعون) ؛ أي: مطرود عن منازل الأبرار؛ يطهر بالنار؛ فقوله: (يعني على الدابة) ؛ مدرج من كلام الراوي؛ لا من تتمة الحديث؛ فلو بينه المصنف لكان أولى؛ ثم إنه إنما قال في ثلاثة أقبلوا من سفر على هذه الهيئة؛ فالكلام في ثلاثة مخصوصة؛ ودابة معينة؛ فلا يلزم منه حرمة ركوب أي ثلاثة كانوا على أي دابة كانت؛ فلو كانت تطيق الدابة حمل ثلاثة؛ أو أكثر؛ لقوتها؛ أو خفة راكبيها؛ أو قصر المسافة؛ جاز؛ كما ذكره النووي وغيره أنه مذهبنا ومذهب الكافة؛ وحكاية عياض عن البعض منعه فاسد؛ ثم إني أقول: قد ذكر الفقهاء أن للسيد أن يكلف عبده في بعض الأحيان ما لا يطيقه؛ إلا بمشقة؛ وأن الممنوع أن يكلفه على الدوام ما لا يطيقه على الدوام؛ فقياسه هنا كذلك؛ ولم أر من تعرض له.

(طب؛ عن مهاجر ) ؛ بضم الميم؛ وفتح الهاء؛ وبالجيم؛ ( ابن قنفد ) ؛ بضم القاف؛ والفاء؛ بينهما نون ساكنة؛ ابن عمير بن جذعان ؛ بضم الجيم؛ وسكون المعجمة؛ التيمي؛ صحابي أسلم يوم الفتح؛ ثم مات بالبصرة ؛ قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة على بعير؛ فذكره؛ قال الهيثمي : رجاله ثقات؛ أهـ؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات؛ فلم يصب.




الخدمات العلمية