الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3812 - "الحرب خدعة" ؛ (حم ق د ت)؛ عن جابر ؛ (ق)؛ عن أبي هريرة ؛ (حم)؛ عن أنس ؛ (د)؛ عن كعب بن مالك ؛ (هـ)؛ عن ابن عباس ؛ وعائشة ؛ والبزار ؛ عن الحسين ؛ (طب)؛ عن الحسين ؛ وزيد بن ثابت ؛ وعبد الله بن سلام ؛ وعوف بن مالك ؛ ونعيم بن مسعود ؛ والنواس بن سمعان ؛ وابن عساكر ؛ عن خالد بن الوليد ؛ (صح) .

التالي السابق


(الحرب خدعة) ؛ بفتح؛ فسكون؛ أو بضم؛ أي: هي خدعة واحدة؛ من تيسرت له حق له الظفر؛ وبضم فسكون؛ أي: هي خداعة للمرء؛ بما تخيل إليه وتمنيه؛ فإذا لابسها وجد الأمر بخلاف ما تخيله؛ وبضم ففتح؛ كـ "همزة"؛ و"لمزة"؛ صيغة مبالغة؛ وبفتحتين جمع "خادع"؛ وبكسر فسكون؛ أي: تخدع أهلها؛ أو هي محل الخداع وموضعه ومظنته؛ قال النووي : وأفصح اللغات فيها فتح الخاء وسكون الدال؛ وهي لغة النبي؛ قيل: والتاء للدلالة على الوحدة؛ أو الخداع؛ إن كان من المسلمين؛ فكأنه حضهم على ذلك؛ ولو مرة واحدة؛ أو الكفار؛ فكأنه حذرهم من مكرهم؛ ولو وقع مرة؛ فلا ينبغي التهاون بهم؛ لما ينشأ عنه من المفسدة؛ وقال العسكري : أراد بالحديث أن المماكرة في الحرب أنفع من الطعن والضرب ؛ والمثل السائر: "إذا لم تغلب فاخلب"؛ أي: اخدع؛ وهذا قاله في غزوة الخندق ؛ لما بعث نعيم بن مسعود مخذلا بين قريش وغطفان واليهود ؛ ذكره الواقدي ؛ وتكون بالتورية واليمين وإخلاف الوعد؛ قال النووي : اتفقوا على حل خداع الكفار في الحرب كيف كان؛ حيث لا نقض عهد؛ ولا أمان؛ فينبغي قدح الفكر؛ وإعمال الرأي في الحرب؛ حسب الاستطاعة؛ فإنه فيها أنفع من الشجاعة؛ وهذا الحديث قد عد من الحكم والأمثال؛ قال الحرالي : والحرب مدافعة بشدة عن اتساع المدافع؛ بما يطلب منه الخروج عنه؛ فلا يسمح به؛ ويدافع عنه بأشد مستطاع.

(حم ق د ت) ؛ في الجهاد؛ (عن جابر ) ؛ ابن عبد الله ؛ (ق؛ عن أبي هريرة ؛ حم؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ (د؛ عن كعب ) ؛ ابن مالك الأنصاري ؛ (هـ؛ عن ابن عباس ؛ وعن عائشة ) ؛ قالت: إن نعيم بن مسعود قال: يا نبي الله إني أسلمت؛ ولم أعلم قومي بإسلامي؛ فمرني بما شئت؛ فقال: "إنما أنت فينا كرجل واحد؛ فخادع إن شئت؛ فإنما الحرب خدعة" ؛ ( والبزار ) ؛ في مسنده؛ (عن الحسين بن علي ؛ طب؛ عن الحسين ) ؛ ابن علي ؛ (وعن زيد بن ثابت ؛ وعبد الله بن سلام وعوف بن مالك ) ؛ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلما أراد سفرا؛ أو غزوة إلا وارى بغيرها؛ قال: وكان يقول: "الحرب خدعة" ؛ (وعن نعيم بن مسعود ) ؛ الأشجعي ؛ (وعن النواس بن سمعان ) ؛ الكلابي الصحابي ؛ ( وابن عساكر ؛ عن خالد بن الوليد ) ؛ وهو متواتر.




الخدمات العلمية