الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3879 - "خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم؛ ولا خفافهم" ؛ (د ك هق)؛ عن شداد بن أوس ؛ (صح) .

التالي السابق


(خالفوا اليهود ) ؛ زاد ابن حبان في روايته: " والنصارى "؛ أي: وصلوا في نعالكم؛ وخفافكم ؛ (فإنهم لا يصلون في نعالهم) ؛ فصلوا أنتم فيها؛ إذا كانت طاهرة غير متنجسة؛ وأخذ بظاهره بعض السلف؛ قال: من تنجس نعله إذا دلكه على الأرض طهر وجاز الصلاة فيه؛ وهو قول قديم للشافعي ؛ والجديد خلافه؛ (ولا خفافهم) ؛ وكان من شرع موسى نزع النعال في الصلاة: فاخلع نعليك ؛ وكان الموجب للنزع أنهما من جلد حمار ميت؛ فالتزمه اليهود ؛ فلذا أمر بمخالفة اليهود فيه؛ قال العراقي : وحكمة الصلاة في النعلين مخالفة أهل الكتاب ؛ كما تقرر؛ وخشية أن يتأذى أحد بنعليه إذا خلعهما مع ما في لبسهما من حفظهما من سارق؛ أو دابة تنجس نعله؛ قال: وقد نزعت نعلي مرة فأخذه كلب؛ فعبث به؛ ونجسه؛ ثم هذا كله إذا لم يعلم فيها نجاسة؛ قال ابن بطال : هذا محمول على ما لم يكن فيها نجس؛ ثم هي من الرخص؛ كما قال القشيري : لا من المندوب؛ لأن ذلك لا يدخل في المعنى المطلوب من الصلاة؛ وهو؛ وإن كان من ملابس الزينة؛ لكن من ملامسة الأرض التي يكثر فيها الخبث؛ قد تقصر به عن هذه الرتبة؛ وإذا تعارضت رعاية التحسين وإزالة الخبث؛ قدمت الثانية؛ لأنها من دفع المفاسد؛ والأخرى من جلب المصالح؛ إلا أن يرد دليل بإلحاقه بما يتجمل به؛ فيرجع إليه؛ فيترك هذا النظر؛ أهـ؛ وقال ابن حجر : وهذا الحديث دليل يرجع إليه؛ فيكون ندب ذلك من جملة المخالفة المذكورة؛ وورد في كون الصلاة من النعال من الزينة المأمور بأخذها في الآية حديث ضعيف أورده ابن عدي وابن مردويه والعقيلي من حديث أنس .

(د ك هق؛ عن شداد بن أوس ) ؛ صححه الحاكم ؛ وأقره الذهبي ؛ ولم يضعفه أبو داود ؛ وقال الزين العراقي في شرح الترمذي : إسناده حسن.




الخدمات العلمية