الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3883 - " خديجة خير نساء عالمها؛ ومريم خير نساء عالمها؛ وفاطمة خير نساء عالمها" ؛ الحارث ؛ عن عروة ؛ مرسلا .

التالي السابق


( خديجة ) ؛ بنت خويلد ؛ زوجة المصطفى ؛ وهي أول من آمن به من هذه الأمة؛ (خير نساء عالمها؛ ومريم ) ؛ بنت عمران ؛ أم عيسى - عليه السلام -؛ (خير نساء عالمها؛ وفاطمة ) ؛ بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - سميت به لأن الله فطمها عن النار؛ (خير نساء عالمها) ؛ قال بعضهم: الكناية الأولى راجعة إلى هذه الأمة؛ والثانية إلى الأمة التي فيها مريم ؛ والثالثة إلى هذه الأمة أيضا؛ أهـ؛ وليس بجيد؛ وسيأتي عن قرب له مزيد تقرير.

( الحارث ) ؛ ابن أبي أسامة في مسنده؛ (عن عروة ) ؛ ابن الزبير ؛ (مرسلا) ؛ قالوا: وهو مرسل صحيح؛ قال في الفتح: كانت خديجة تدعى في الجاهلية "الطاهرة"؛ وماتت على الصحيح بعد البعثة بعشر سنين؛ في رمضان؛ وقيل بثمان؛ وقيل: بسبع؛ فأقامت مع المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ خمسا وعشرين سنة؛ على الصحيح؛ وموتها قبل الهجرة بثلاث سنين؛ وقد صدقت النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول وهلة؛ وتقدم من ثباتها في الأمر ما يدل على قوة يقينها؛ ووفور عقلها؛ وصحة عزمها؛ لا جرم كانت أفضل نسائه؛ على الأرجح؛ إلى هنا كلامه؛ قال: وقد جاء ما بين المراد صريحا؛ فروى البزار والطبراني عن عمار بن ياسر رفعه: " لقد فضلت خديجة على نساء أمتي؛ كما فضلت مريم على نساء العالمين " ؛ قال: وهو حديث حسن الإسناد.




الخدمات العلمية