الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4039 - "خير الناس من طال عمره؛ وحسن عمله؛ وشر الناس من طال عمره؛ وساء عمله" ؛ (حم ت ك)؛ عن أبي بكرة ؛ (صح) .

التالي السابق


( خير الناس من طال عمره؛ وحسن عمله ) ؛ لأن من كثر خيره كلما امتد عمره؛ كثر أجره؛ وضوعفت درجاته؛ ففي الحياة زيادة الأجور بزيادة الأعمال؛ ولو لم يكن إلا الاستمرار على الإيمان؛ فأي شيء أعظم منه؟ وليس لك أن تقول: قد يسلب الإيمان؛ لأنا نقول: إن سبق له في علم الله خاتمة السوء؛ فلا بد من وقوع ذلك؛ طال عمره أم قصر؛ فزيادة عمره زيادة في حسناته؛ ورفع في درجاته؛ كثرت أو قلت؛ كما حرره المحقق أبو زرعة ؛ ( وشر الناس من طال عمره وساء عمله ) ؛ سبق أن الأوقات والساعات كرأس المال للتاجر؛ فينبغي الاتجار فيما يربح فيه؛ وكلما كان رأس المال كثيرا؛ كان الربح أكثر؛ فمن مضى لطيبه فاز وأفلح؛ ومن أضاع رأس ماله فقد خسر خسرانا مبينا؛ قال المناوي : وهذان قسمان من أربعة؛ طرفان بينهما واسطة؛ لأنه إما طويل العمر؛ أو قصيره؛ ثم هو حسن العمل؛ أو سيئه؛ فطويل العمر حسن العمل؛ وطويل العمر سيئ العمل؛ طرفان؛ شرهما الثاني؛ وقصير العمر حسن العمل؛ وقصير العمر سيئ العمل؛ واسطتان؛ خيرهما الأول.

(حم ت) ؛ في الزهد؛ (ك) ؛ في الجنائز؛ (عن أبي بكرة ) ؛ قال الترمذي : حسن صحيح؛ وقال الحاكم : على شرطهما؛ وأقره الذهبي ؛ وقال الهيثمي : إسناد أحمد جيد.




الخدمات العلمية