الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4072 - "خير صفوف الرجال أولها؛ وشرها آخرها؛ وخير صفوف النساء آخرها؛ وشرها أولها" ؛ (م 4)؛ عن أبي هريرة ؛ (طب)؛ عن أبي أمامة ؛ وابن عباس ؛ (صح) .

التالي السابق


( خير صفوف الرجال أولها ) ؛ لاختصاصه بكمال الأوصاف كالضبط عن الإمام؛ والتبليغ عنه؛ ونحو ذلك؛ (وشرها آخرها) ؛ لاتصاله بأول صفوف النساء؛ فهو شرها من جهة قربهن؛ والمراد أن الأول أكثرها أجرا؛ والآخر أقلها ثوابا؛ وأبعدها عن مطلوب الشرع؛ ( وخير صفوف النساء آخرها ) ؛ لبعده عن مخالطة الرجال؛ وقربهم؛ وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم؛ وسماع كلامهم؛ ونحو ذلك؛ (وشرها أولها) ؛ لكونها بعكس ذلك؛ قال النووي : وهذا على عمومه إن صلين مع الرجال؛ فإن تميزن فهن كالرجال؛ خيرها أولها؛ وشرها آخرها؛ قال الطيبي : والخير؛ والشر؛ في صفي الرجال والنساء؛ للتفضيل؛ لئلا يلزم من نسبة الخير إلى أحد الصفين شركة الآخر فيه؛ ومن نسبة الشر إلى أحدهما شركة الآخر فيه؛ فيتناقض؛ ونسبة الشر إلى الصف الأخير؛ وصفوف الصلاة؛ كلها خير ؛ إشارة إلى أن تأخر الرجل عن مقام القرب؛ مع تمكنه منه؛ هضم لحقه؛ وتسفيه لرأيه؛ فلا يبعد أن يسمى شرا؛ قال المتنبي : [ ص: 488 ]

ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام

واعلم أن الصف الممدوح الذي يلي الإمام ؛ سواء جاء به صاحبه متقدما؛ أو متأخرا؛ وسواء تخلله نحو مقصورة ومنبر وعمود؛ أم لا؛ هذا هو الأصح عند الشافعية .

(م عد) ؛ في الصلاة؛ (عن أبي هريرة ؛ طب؛ عن أبي أمامة ؛ وعن ابن عباس ) ؛ ولم يخرجه البخاري .




الخدمات العلمية