4196 - "درهم الرجل ينفق في صحته؛ خير من عتق رقبة عند موته" ؛ أبو الشيخ ؛ عن أبي هريرة ؛ (ض) .

التالي السابق

عرض الحاشية

(دِرْهَمُ الرَّجُلِ يُنْفَقُ فِي) ؛ حَالِ؛ (صِحَّتِهِ؛ خَيْرٌ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ عِنْدَ مَوْتِهِ) ؛ يَعْنِي: التَّصَدُّقُ بِدِرْهَمٍ وَاحِدٍ حَالَ الصِّحَّةِ أَفْضَلُ [ ص: 525 ] مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ عِنْدَ الْمَوْتِ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ مُجَاهَدَةِ النَّفْسِ عَلَى إِخْرَاجِ الصَّدَقَةِ؛ وَالْإِنْسَانُ صَحِيحٌ شَحِيحٌ؛ يُؤَمِّلُ الْغِنَى؛ وَيَخَافُ الْفَقْرَ؛ وَالْأَجْرُ عَلَى قَدْرِ النَّصَبِ؛ وَأَمَّا مَنْ تَيَقَّنَ الْمَوْتَ وَمُفَارَقَتَهُ لِمَالِهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ؛ فَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِ الْعِتْقُ؛ وَلَا غَيْرُهُ؛ فَالتَّصَدُّقُ حِينَئِذٍ بِعِتْقٍ؛ أَوْ غَيْرِهِ؛ مَفْضُولٌ بِالنِّسْبَةِ لِلتَّصَرُّفِ فِي حَالِ الصِّحَّةِ؛ بِنِسْبَةٍ مَا بَيْنَ قِيمَةِ الدِّرْهَمِ؛ وَثَمَنِ الرَّقَبَةِ؛ لَكِنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ ذَلِكَ مُخَرَّجٌ مُخْرَجَ الْمُبَالَغَةِ؛ وَالْحَثِّ عَلَى التَّصَدُّقِ حَالَ الصِّحَّةِ .

( أَبُو الشَّيْخِ ) ؛ ابْنِ حِبَّانَ ؛ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ) ؛ وَفِيهِ يُوسُفُ بْنُ السَّفَرِ الدِّمَشْقِيُّ ؛ قَالَ فِي الْمِيزَانِ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ : مَتْرُوكٌ؛ وَعَنِ ابْنِ عَدِيٍّ : لَهُ أَبَاطِيلُ؛ وَسَاقَ هَذَا مِنْهَا.

(درهم الرجل ينفق في) ؛ حال؛ (صحته؛ خير من عتق رقبة عند موته) ؛ يعني: التصدق بدرهم واحد حال الصحة أفضل [ ص: 525 ] من عتق رقبة عند الموت؛ لما فيه من مجاهدة النفس على إخراج الصدقة؛ والإنسان صحيح شحيح؛ يؤمل الغنى؛ ويخاف الفقر؛ والأجر على قدر النصب؛ وأما من تيقن الموت ومفارقته لماله على كل حال؛ فلا يشق عليه العتق؛ ولا غيره؛ فالتصدق حينئذ بعتق؛ أو غيره؛ مفضول بالنسبة للتصرف في حال الصحة؛ بنسبة ما بين قيمة الدرهم؛ وثمن الرقبة؛ لكن الظاهر أن ذلك مخرج مخرج المبالغة؛ والحث على التصدق حال الصحة .

( أبو الشيخ ) ؛ ابن حبان ؛ (عن أبي هريرة ) ؛ وفيه يوسف بن السفر الدمشقي ؛ قال في الميزان عن الدارقطني : متروك؛ وعن ابن عدي : له أباطيل؛ وساق هذا منها.