الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4341 - "ذهبت النبوة؛ فلا نبوة بعدي إلا المبشرات: الرؤيا الصالحة؛ يراها الرجل؛ أو ترى له" ؛ (طب)؛ عن حذيفة بن أسيد ؛ (صح) .

التالي السابق


( ذهبت النبوة؛ فلا نبوة من بعدي ) ؛ أي: بعد وفاتي؛ (إلا المبشرات: الرؤيا الصالحة) ؛ بدل مما قبله؛ أو خبر مبتدإ محذوف؛ أي: وهي الرؤيا الصالحة؛ (يراها الرجل) ؛ يعني: الإنسان؛ ذكر الرجل وصف طردي؛ (أو ترى) ؛ بالبناء للمفعول؛ أي: يراها غيره من الناس له؛ قال الحافظ في الفتح: ظاهر الاستثناء مع ما تقدم؛ ويجيء؛ من أن الرؤيا جزء من النبوة ؛ أن الرؤيا نبوة؛ وهو غير مراد؛ لأن جزء الشيء لا يستلزم ثبوت وصفه له؛ كمن قال: "أشهد أن لا إله إلا الله"؛ رافعا بها صوته؛ لا يسمى "مؤذنا"؛ ولا يقال: إنه أذن؛ وإن كان جزءا من الأذان؛ وكل من قرأ قائما لا يسمى "مصليا"؛ وإن كانت القراءة جزءا من الصلاة؛ ثم إن الرؤيا الصالحة - وإن اختصت غالبا بأهل الصلاح -؛ لكن قد تقع لغيرهم؛ قال علماء التعبير: إذا رأى كافر أو فاسق رؤيا صالحة؛ كانت بشرى بهدايته؛ أو توبته؛ أو إنذارا من بقائه على حاله؛ وقد يرى ما يدل على الرضا بما هو فيه؛ ابتلاء وغرورا ومكرا؛ نعوذ بالله.

(طب؛ عن حذيفة ) ؛ بضم المهملة الأولى؛ ( ابن أسيد ) ؛ بفتح الهمزة؛ الغفاري؛ صحابي من أصحاب الشجرة؛ ورواه عنه أيضا البزار باللفظ المزبور؛ قال الهيثمي : رجال الطبراني رجال الصحيح؛ ومن ثم رمز المصنف لصحته.




الخدمات العلمية