811 [ ص: 26 ] ص: قال : فهذا أبو جعفر لم يذكر في حديثه الترجيع، فقد خالف عبد الله بن زيد في أبا محذورة ، فاحتمل أن يكون الترجيع الذي حكاه الترجيع في الأذان أبو محذورة إنما كان لأن لم يمد بذلك صوته على ما أراد النبي -عليه السلام- منه، فقال له النبي -عليه السلام-: أبا محذورة ، وهكذا اللفظ بهذا الحديث الذي ذكر فيه، فلما احتمل ذلك وجب النظر؛ لنستخرج من القولين قولا صحيحا، فرأينا ما سوى ما اختلفوا فيه من الشهادة أن لا إله إلا الله وأن ارجع وامدده صوتك محمدا رسول الله لا ترجيع فيه، فالنظر على ذلك أن يكون ما اختلفوا فيه من ذلك معطوفا على ما أجمعوا عليه منه، ويكون إجماعهم أن لا ترجيع في سائر الأذان غير الشهادة يقضي على اختلافهم في الترجيع في الشهادة، وهذا الذي وصفنا وما بيناه من نفي الترجيع؛ قول أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهم الله. ومحمد بن الحسن