الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2087 2088 2089 2090 2091 2092 2093 2094 2095 2096 2097 2098 2099 2100 2101 2102 2103 2104 2105 ص: وقد خالف أبي بن كعب - رضي الله عنه - فيما ذهب إليه من ذلك جماعة من أصحاب رسول الله - عليه السلام -.

                                                حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا وهب ، قال: ثنا شعبة ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر ، عن علي - رضي الله عنه - قال: "إن عزائم السجود: الم تنزيل و حم ، والنجم، و اقرأ باسم ربك ".

                                                حدثنا حسين بن نصر ، قال: ثنا أبو نعيم ، قال: ثنا سفيان ، عن عاصم ، فذكر بإسناده مثله.

                                                حدثنا صالح بن عبد الرحمن ، قال: ثنا يوسف بن عدي ، قال: ثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال: "صلى بنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الفجر بمكة، ، فقرأ في الركعة الثانية بالنجم، ثم سجد، ثم قام فقرأ إذا زلزلت

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو داود ، ووهب ، وروح ، قالوا: ثنا شعبة ، قال: ثنا الحكم، أنه سمع إبراهيم التيمي يحدث، عن أبيه . قال: "صليت خلف عمر بن الخطاب ... فذكر مثله، واللفظ لروح .

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة ، عن عمران بن عبيد الله ابن عمران ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة: "أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سجد في إذا السماء انشقت ".

                                                [ ص: 496 ] حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا عثمان بن عمر ، قال: ثنا شعبة ، عن علي بن زيد ، عن زرارة بن أوفى ، عن مسروق ، قال: "صليت خلف عثمان - رضي الله عنه - الصبح فقرأ النجم وسجد فيها، ثم قام فقرأ سورة أخرى".

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب، قال: ثنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود: " ، أن عمر وعبد الله - رضي الله ، عنهما - سجدا في إذا السماء انشقت قال منصور: : أو أحدهما".

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا روح ، قال: ثنا شعبة ... ، فذكر مثله بإسناده.

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا يحيى بن حماد ، قال: ثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، قال: "رأيت عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن مسعود يسجدان في إذا السماء انشقت ".

                                                حدثنا روح ، قال: ثنا يوسف ، قال: ثنا أبو الأحوص ، عن ليث ، عن عبد الرحمن بن الأسود ، عن أبيه ، عن عبد الله ..... بذلك.

                                                حدثنا يونس ، قال: ثنا ابن وهب ، قال: أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال: أخبرني عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة قال: "رأيت عمر بن الخطاب يسجد في النجم في صلاة الصبح، ثم استفتح بسورة أخرى".

                                                حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا عثمان بن عمر ، قال: أنا مالك ، عن الزهري ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال: صلى بنا عمر - رضي الله عنه - فقرأ النجم فسجد فيها".

                                                حدثنا فهد ، قال: ثنا ابن أبي مريم ، قال: أخبرنا بكر بن مضر ، قال: حدثني عمرو بن الحارث ، عن بكير ، أن نافعا حدثه: "أنه رأى ابن عمر - رضي الله عنهما - يسجد في إذا السماء انشقت و اقرأ باسم ربك في غير صلاة". .

                                                حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال: ثنا شعبة ، عن إسحاق بن سويد ، قال: "سئل نافع: : أكان ابن عمر - رضي الله عنه - يسجد في الحج

                                                [ ص: 497 ] سجدتين؟ قال: مات ابن عمر ولم يقرأها ، ولكنه كان يسجد في والنجم وفي اقرأ باسم ربك .

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو داود ، قال: ثنا همام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن نافع ، عن ابن عمر: "أنه كان يسجد في والنجم ".

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو داود ، قال: ثنا المسعودي ، قال: ثنا عبد الرحمن ابن الأصبهاني ، عن أبي عبد الرحمن: " : أن ابن مسعود - رضي الله عنه - كان يسجد في إذا السماء انشقت ".

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا روح ، قال: ثنا شعبة ، والثوري ، وحماد ، عن عاصم ، عن زر: " أن عمارا - رضي الله عنه - سجد فيها".

                                                حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا وهب ، قال: ثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة: " أنه كان يسجد فيها".

                                                فكل هؤلاء قد خالفوا أبي بن كعب في قوله: "لا سجود في المفصل".

                                                وقد حدثنا فهد ، قال: ثنا ابن الأصبهاني ، قال: أنا شريك ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، قال: قال لي ابن عباس: " أي قراءة تقرأ؟ قلت: القراءة الأولى قراءة ابن أم عبد. ، فقال: هي القراءة الآخرة; إن رسول الله - عليه السلام - كان يعرض عليه القرآن في كل عام أراه قال: في كل شهر رمضان، فلما كان في العام الذي مات فيه عرض عليه مرتين فشهد عبد الله ما نسخ وما بدل".

                                                فهذا عبد الله بن عباس قد أخبر أن عبد الله بن مسعود حضر قراءة رسول الله - عليه السلام - القرآن مرتين في العام الذي قبض فيه، فعلم ما نسخ وما بدل، فإن كان في قراءة رسول الله - عليه السلام - على أبي بن كعب ما قد دل على أن أبيا قد علم ما فيه من السجود في القرآن حتى صار قوله: "لا سجود في المفصل" دليلا على أنه كان كذلك عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن في حضور ابن مسعود - رضي الله عنه - قراءة النبي - عليه السلام -

                                                [ ص: 498 ] القرآن مرتين دليلا على أنه قد علم ما فيه من السجود في القرآن، فصار قوله: "إن في المفصل من السجود ما رويناه عنه" حجة.

                                                التالي السابق



                                                الخدمات العلمية