2169 ص: ففي هذه الآثار أيضا الأمر فذلك دليل أن موضع كلام الإمام ليس بموضع صلاة، فهذا حكم هذا الباب من طريق تصحيح معاني الآثار. بالإنصات إذا تكلم الإمام،
وأما وجهه من طريق النظر: فإنا رأيناهم لا يختلفون أن فإن خطبة الإمام تمنعه من الصلاة، فيصير بها في غير موضع صلاة ; فالنظر على ذلك أن يكون كذلك داخل المسجد والإمام يخطب داخلا له في غير موضع صلاة، فلا ينبغي أن يصلي، وقد رأينا الأصل المتفق عليه أن الأوقات التي تمنع من الصلوات يستوي فيها من كان قبلها في المسجد ومن دخل فيها المسجد في منعها إياهما من الصلاة، فلما كانت الخطبة تمنع من كان قبلها في المسجد من الصلاة كانت كذلك أيضا تمنع من دخل المسجد بعد دخول الإمام فيها من الصلاة، فهذا وجه النظر في ذلك، وهذا قول من كان في المسجد قبل أن يخطب الإمام، أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهم الله. ومحمد