الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                2244 [ ص: 113 ] ص: حدثنا يزيد بن سنان وابن مرزوق، قالا: ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم في ثوب واحد فليتعطف به".

                                                حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث وأسامة بن زيد الليثي ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله: "أنه رأى رسول الله - عليه السلام - يصلي في ثوب واحد مخالفا بين طرفيه على عاتقه، وثوبه على المشجب".

                                                حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: ثنا أبو غسان ، عن عاصم بن عبيد الله: "أنه دخل على جابر بن عبد الله، فلما حضرت الصلاة قام فصلى وهو متوشح بإزار، وثيابه على المشجب، فلما صلى انصرف إلينا فقال: رأيت رسول الله - عليه السلام - صلى هكذا".

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه ثلاث طرق أخرى في حديث جابر:

                                                الأول: إسناده صحيح، عن يزيد وإبراهيم بن مرزوق، كلاهما عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، عن عبد الملك بن جريج المكي ، عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي .

                                                وأخرجه البزار في "مسنده": ثنا عمرو، ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ... إلى آخره نحوه سواء.

                                                قوله: "فليتعطف به" أي فليشتمل به، يقال: تعطف بالرداء واعتطف وتعطفه واعتطفه، والعطاف -بكسر العين- الرداء، وكذلك المعطف.

                                                الثاني: أيضا صحيح، عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ... إلى آخره.

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه": من حديث عبد الله بن وهب، أنا أسامة وعمرو بن الحارث ، عن أبي الزبير ، عن جابر ... إلى آخره نحوه سوه.

                                                [ ص: 114 ] قوله: "على عاتقه" العاتق: موضع الرداء من المنكب، يذكر ويؤنث.

                                                قوله: "وثوبه على المشجب" وقعت حالا، والمشجب -بكسر الميم- قد فسرناه عن قريب.

                                                الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم شيخ البخاري ، عن أبي غسان محمد بن مطرف بن داود الليثي المدني ثقة مشهور، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي المدني، فيه مقال ; فعن أحمد: ليس بذاك. وعن يحيى: ضعيف. وقال الدارمي: مدني يترك وهو مغفل. وقال ابن خزيمة: لست أحتج به لسوء حفظه. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث ولا يحتج به.

                                                وقد ذكرنا أن البخاري أخرج هذا الحديث.




                                                الخدمات العلمية