2353 ص: واحتجوا في ذلك بما حدثنا أبو بشر الرقي، قال: ثنا الفريابي (ح).
وحدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد، قالا: ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أرقم بن شرحبيل قال: "سافرت مع ابن عباس - رضي الله عنهما - من المدينة إلى الشام [ ص: 256 ] فقال: إن رسول الله - عليه السلام - لما مرض مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة - رضي الله عنها - فقال: ادعوا لي عليا . فقالت: ألا ندعو لك أبا بكر ؟ قال: ادعوه، فقالت حفصة : ألا ندعو لك عمر ؟ قال: ادعوه، فقالت أم الفضل : ألا ندعو لك العباس عمك؟ قال: ادعوه، فلما حضروا رفع رأسه ثم قال: ليصل للناس أبو بكر ، فتقدم أبو بكر - رضي الله عنه - يصلي بالناس، ووجد رسول الله - عليه السلام - من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين، فلما أحسه أبو بكر - رضي الله عنه - سبحوا، فذهب أبو بكر يتأخر، فأشار إليه النبي - عليه السلام - مكانك، فاستتم رسول الله - عليه السلام - من حيث انتهى أبو بكر من القراءة، وأبو بكر قائم ورسول الله - عليه السلام - جالس، فائتم أبو بكر بالنبي، وائتم الناس بأبي بكر ، فما قضى النبي - عليه السلام - الصلاة حتى ثقل، فخرج يهادى بين رجلين وإن رجليه لتخطان بالأرض، فمات رسول الله - عليه السلام - ولم يوص".
ففي هذا الحديث أن أبا بكر ائتم بالنبي - عليه السلام - قائما والنبي - عليه السلام - قاعد، وهذا من فعل النبي- عليه السلام - بعد قوله ما قال في الأحاديث في الباب الأول.


