2359 ص: وحجة أخرى أن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال في حديثه: "فأخذ النبي - عليه السلام - في القراءة من حيث انتهى أبو بكر - رضي الله عنه -".
ففي ذلك ما يدل أن أبا بكر قطع القراءة وقرأ النبي - عليه السلام -، فذلك دليل أنه كان الإمام ولولا ذلك لم يقرأ. لأن تلك الصلاة كانت صلاة يجهر فيها بالقراءة، ولولا ذلك لما علم النبي - عليه السلام - الموضع الذي انتهى إليه أبو بكر من القراءة ولا علمه من خلف أبي بكر ، فلما ثبت بما وصفنا أن تلك الصلاة كانت مما يجهر [ ص: 270 ] فيها بالقراءة وقرأ النبي - عليه السلام - فيها، وكان الناس جميعا لا يختلفون أن المأموم لا يقرأ خلف الإمام، كما يقرأ الإمام ثبت بذلك أن النبي - عليه السلام - كان في تلك الصلاة إماما، فهذا وجه هذا الباب من طريق الآثار.


