الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
11966 5453 - (12374) - (3\134) عن أنس: أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم مرجعه من الحديبية، وأصحابه مخالطون الحزن والكآبة، وقد حيل بينهم وبين مناسكهم، ونحروا الهدي بالحديبية: إنا فتحنا لك فتحا مبينا إلى قوله: صراطا مستقيما [الفتح: 1 - 2]، قال: " لقد أنزلت علي آيتان، هما أحب إلي من الدنيا جميعا " . قال: فلما تلاهما، قال رجل: هنيئا مريئا يا نبي الله، قد بين الله لك ما يفعل بك، فما يفعل بنا؟ فأنزل الله - عز وجل - الآية التي بعدها: ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار حتى ختم الآية.

التالي السابق


* قوله : " أنها نزلت " : المضمر للقصة، وفاعل نزلت: إنا فتحنا [الفتح: 1]، باعتبار أنها سورة، أو قطعة من القرآن.

* " مرجعه " : أي: زمن رجوعه.

* " والكآبة " : كالكراهة في الوزن; أي: الشدة والمشقة.

* قوله : " قد بين الله لك ما يفعل بك " : على بناء المفعول أو الفاعل; أي: بعد أن

[ ص: 216 ] قال لك: قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم [الجاثية: 9].

* " ليدخل المؤمنين " : إن حمل على الاستغراق، ظهر شموله لمن بعدهم، وإن حمل على العهد، فالمرجو أن من جاء بعدهم، وهو يقول: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم [الحشر: 10]، فهو في حكمهم لاحق بهم، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية