الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12067 [ ص: 264 ] 5518 - (12476) - (3\145) عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: " ألا أخبركم بأهل النار وأهل الجنة؟ أما أهل الجنة، فكل ضعيف متضعف، أشعث ذي طمرين، لو أقسم على الله لأبره، وأما أهل النار، فكل جعظري جواظ، جماع مناع، ذي تبع " .

التالي السابق


* قوله : " فكل ضعيف " : أي: فقير، أو ضعيف في الجسد; لقلة أكله وكثرة تعبه في عبادة المولى، أو كثير الأمراض قلما يخلو عن مرض.

* " متضعف " : - فتح العين أشهر - ; أي: محقر بين الناس، وعلى الكسر; أي: خامل متذلل، أو رقيق القلب ولينه للإيمان.

قلت: أو مبالغ في أسباب ضعفه، ساع فيها بترك الدنيا وأهلها.

* " ذي طمرين " : - بكسر الطاء وسكون الميم وراء - : الثوب الخلق.

* " لو أقسم " : على أمر.

* " على الله " : معتمدا عليه.

* " لأبره " : بفعل ما حلف عليه.

* " جعظري " : أي: فظ غليظ متكبر.

* " جواظ " : - بتشديد الواو - : هو الجموع المنوع، وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته، وقيل: القصير البطين.

* " ذي تبع " : - بفتحتين - ; أي: ذي خدم من عبيد وإماء، والمراد: أن الغالب في القسم الأول أنه من أهل الجنة، والثاني بالعكس، وقيل: المراد: أغلب أهل الجنة هؤلاء، وأغلب أهل النار هؤلاء، وفيه نظر، والله تعالى أعلم.




الخدمات العلمية