الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
13865 5967 - (14277) - (3\305) عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سرتم في الخصب، فأمكنوا الركاب أسنانها، ولا تجاوزوا المنازل، وإذا

[ ص: 504 ] سرتم في الجدب، فاستجدوا، وعليكم بالدلج، فإن الأرض تطوى بالليل،
وإذا تغولت لكم الغيلان، فبادروا بالأذان، وإياكم والصلاة على جواد الطريق، والنزول عليها؛ فإنها مأوى الحيات، والسباع، وقضاء الحاجة، فإنها الملاعن " .


التالي السابق


* قوله : " في الخصب " : بكسر خاء معجمة - : كثرة العشب والرعي.

* " فأمكنوا " : أي: مكنوا.

* " الركاب " : أي: الإبل.

* " أسنانها " : جمع سن، وهو بدل من الركاب; أي: مكنوا أسنانها من الرعي والأكل; أي: دعوها ساعة فساعة حتى ترعى، وقيل: " الأسنان " جمع سن بمعنى ما تأكله الإبل وترعاه من العشب; فإن السن يطلق عليه، فالمراد بالأسنان: المرعى، والمعنى: أمكنوا الإبل من مرعاها، وقيل: سن: الأكل الشديد، والأول أقرب.

* قوله : " في الجدب " : أي: القحط.

* " فاستجدوا " : أي: اجتهدوا في السير، وأسرعوا فيه; أي: " لا تتوقفوا في الطريق; لتبلغكم المقصد قبل أن تضعف.

* " بالدلج " : - بضم ففتح - : جمع دلجة; كالظلم جمع ظلمة، والدلجة: السير بالليل، أو آخره، والأول أنسب بالحديث; حيث قال: " فإن الأرض تطوى بالليل " من غير فرق بين أوله وآخره.

* " تغولت " : أي: تلونت وظهرت في ألوان مختلفة وصور شتى.

* " الغيلان " : سحرة الجن تفتن الناس بالإضلال عن الطرق.

* " بالأذان " : دفعا لشرها; فإن الشياطين تتفرق عند الأذان.

* " على جواد الطريق " : - بتشديد الدال - : جمع جادة - بالتشديد - ، وهي معظم الطريق.

[ ص: 505 ] * " وقضاء الحاجة " : - بالنصب - عطفا على الصلاة; أي: قضاء الحاجة على الجواد.

* " فإنها " : أي: الجواد; أي: قضاء الحاجة عليها.

* " الملاعن " : أي: المحال الجالبة للعن على صاحبها; فإن العادة جرت بلعن من يقضي الحاجة في الطرق، سواء جاز لعنه شرعا، أم لا.

* * *




الخدمات العلمية