الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
12028 5499 - (12436) - (3\141) عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لغدوة في سبيل الله، أو روحة، خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم، أو موضع قده - يعني: سوطه - من الجنة، خير من الدنيا وما فيها، ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض، لملأت ما بينهما ريحا، ولطاب ما بينهما، ولنصيفها على رأسها، خير من الدنيا وما فيها " .

التالي السابق


* قوله : " لغدوة " : - بالفتح - قيل: هو المرة من الغدو، وهو سير أول النهار، نقيض الرواح، والغدو - بالضم - : ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس، والظاهر أنه لا يختص بالغدو والرواح من بلدته، بل يحصل بكل غدوة وروحة في طريقه إلى الغزو، كذا في " المجمع " في موضع.

[ ص: 249 ] وقال في موضع آخر: الغدوة: المرة من الذهاب، والروحة: المرة من المجيء.

وقال في موضع ثالث: وهما عبارة عن وقت وساعة مطلقا لا مقيدا بالغدو والرواح " .

* " خير من الدنيا " : أي: لو كان فيها خير، أو قاله على زعمهم، وإلا فكل عمل صالح خير; إذ هي لا تساوي جناح بعوضة، وقيل: أي: من إنفاقها في سبيل الله لو ملكها.

* " ولقاب قوس " : أي: قدره.

* " قده " : - بكسر وتشديد دال - : السوط; أي: قدر سوط أحدكم; أي: قدر موضع يسع سوطه من الجنة.

* " ما بينهما " : أي: بين السماء والأرض، أو بين المشرق والمغرب.

* " ريحا " : أي: عطرا أو طيبا.

* " ولنصيفها " : - بفتح نون وكسر صاد - : هو الخمار.

* * *




الخدمات العلمية