13774 5907 - (14186) - (3\298) عن محمد بن المنكدر، سمعت جابر بن عبد الله، قال: " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وجع لا أعقل " ، قال: " فتوضأ، ثم صب علي - أو قال: صبوا علي - فعقلت، فقلت: إنه لا يرثني إلا كلالة، فكيف الميراث؟ قال: فنزلت آية الفرض.

التالي السابق

الشرح

* قَوْلُهُ : " أَوْ قَالَ: صَبُّوا عَلَيَّ " : حِكَايَةٌ لِقَوْلِهِ بِالْمَعْنَى، وَإِلَّا فَقَوْلُهُ: " صُبُّوا عَلَيْهِ " هَذَا إِنْ قُرِئَ عَلَى صِيغَةِ الْأَمْرِ، وَإِنْ قُرِئَ عَلَى صِيغَةِ الْخَبَرِ، فَلَا إِشْكَالَ، وَحِينَئِذٍ فَضَمِيرُ " قَالَ " لِجَابِرٍ.

* " آيَةُ الْفَرْضِ " : قِيلَ: هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ [النِّسَاءُ: 11]; كَمَا فِي رِوَايَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَسْتَفْتُونَكَ [النِّسَاءُ: 127]؟ الْآيَةَ كَمَا فِي رِوَايَةٍ

[ ص: 479 ] أُخْرَى، وَصَوَّبَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ الرِّوَايَةَ الْأُولَى بِمَا جَاءَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَيَسْتَفْتُونَكَ آخِرُ آيَةٍ نُزِلَتْ.

قُلْتُ: مَعْنَى آخِرُ آيَةٍ أَنَّهَا آخِرُ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ الْمِيرَاثِ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ شَأْنَ النُّزُولِ هِيَ الْأَخَوَاتُ الْأَبَوِيَّةُ، وَحُكْمُهُنَّ مَذْكُورٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَيَسْتَفْتُونَكَ [النِّسَاءُ: 127]. . . إِلَخْ، فَالظَّاهِرُ تَصْوِيبُ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ، وَتَوْهِيمُ الْأُولَى، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

* * *

* قوله : " أو قال: صبوا علي " : حكاية لقوله بالمعنى، وإلا فقوله: " صبوا عليه " هذا إن قرئ على صيغة الأمر، وإن قرئ على صيغة الخبر، فلا إشكال، وحينئذ فضمير " قال " لجابر.

* " آية الفرض " : قيل: هي قوله تعالى: يوصيكم الله [النساء: 11]; كما في رواية، وقيل: هي قوله تعالى: ويستفتونك [النساء: 127]؟ الآية كما في رواية

[ ص: 479 ] أخرى، وصوب ابن العربي الرواية الأولى بما جاء أن قوله تعالى: ويستفتونك آخر آية نزلت.

قلت: معنى آخر آية أنها آخر آية من آيات الميراث، ولا يخفى أن شأن النزول هي الأخوات الأبوية، وحكمهن مذكور في قوله تعالى: ويستفتونك [النساء: 127]. . . إلخ، فالظاهر تصويب الرواية الثانية، وتوهيم الأولى، والله تعالى أعلم.

* * *