. إمامة الأعجمي
أخبرنا عبد المجيد عن قال : أخبرنا ابن جريج قال : سمعت عطاء يقول اجتمعت جماعة فيما حول عبيد بن عمير مكة قال : حسبت أنه قال في أعلى الوادي ها هنا وفي الحج قال : فحانت الصلاة فتقدم رجل من آل أعجمي اللسان قال : فأخره أبي السائب وقدم غيره فبلغ المسور بن مخرمة فلم يعرفه بشيء حتى جاء عمر بن الخطاب المدينة فلما جاء المدينة عرفه بذلك فقال : أنظرني يا أمير المؤمنين ، إن الرجل كان أعجمي اللسان وكان في الحج فخشيت أن يسمع بعض الحاج قراءته فيأخذ بعجمته فقال هنالك ذهبت بها فقلت : نعم فقال : قد أصبت ( قال المسور ) : وأحب ما صنع الشافعي وأقر له المسور من تأخير رجل أراد أن يؤم وليس بوال وتقديم غيره إذا كان الإمام أعجميا . عمر
وكذلك إذا كان غير رضي في دينه ولا عالم بموضع الصلاة وأحب أن لا يتقدم أحد حتى يكون حافظا لما يقرأ فصيحا به وأكره إمامة من يلحن ; لأنه قد يحيل باللحن المعنى فإن أم أعجمي ، أو لحان فأفصح بأم القرآن ، أو لحن فيها لحنا لا يحيل معنى شيء منها أجزأته وأجزأتهم ، وإن لحن فيها لحنا يحيل معنى شيء منها لم تجز من خلفه صلاتهم وأجزأته إذا لم يحسن غيره كما يجزيه أن يصلي بلا قراءة إذا لم يحسن القراءة .
ومثل هذا إن لفظ منها بشيء بالأعجمية وهو لا يحسن غيره أجزأته صلاته ولم تجز من خلفه قرءوا معه ، أو لم يقرءوا وإذا ائتموا به فإن أقاما معا أم القرآن ، أو لحنا ، أو نطق أحدهما بالأعجمية ، أو لسان أعجمي في شيء من القرآن غيرها أجزأته ومن خلفه صلاتهم إذا كان أراد القراءة لما نطق به من عجمة ولحن ، فإن أراد به كلاما غير القراءة فسدت صلاته ، فإن ائتموا به فسدت صلاتهم وإن خرجوا من صلاته حين فسدت فقدموا غيره ، أو صلوا لأنفسهم فرادى أجزأتهم صلاتهم .