باب جماع المسح على الخفين
( قال ) قال الله تبارك وتعالى { الشافعي فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم [ ص: 48 ] وأرجلكم إلى الكعبين } ( قال ) فاحتمل أمر الله عز وجل بغسل القدمين أن يكون على كل متوضئ واحتمل أن يكون على بعض المتوضئين دون بعض فدل مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخفين أنهما على من لا خفين عليه إذا هو لبسهما على كمال الطهارة كما دل صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاتين بوضوء واحد وصلوات بوضوء واحد على أن فرض الوضوء على من قام إلى الصلاة على بعض القائمين دون بعض لا أن المسح خلاف لكتاب الله عز وجل ولا الوضوء على القدمين وكذلك ليست سنة من سننه صلى الله عليه وسلم بخلاف لكتاب الله عز وجل ( قال الشافعي ) أخبرنا الشافعي عن عبد الله بن نافع داود بن قيس عن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال { أسامة بن زيد فذهب لحاجته ثم توضأ فغسل وجهه ثم خرجا قال وبلال فسألت أسامة ماذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلالا ذهب لحاجته ثم توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح برأسه بلال ومسح على الخفين } ( قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أخبرنا الشافعي مسلم وعبد المجيد عن عن ابن جريج ابن شهاب عن عباد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره { أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة المغيرة بن شعبة تبوك قال المغيرة فتبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الغائط فحملت معه إداوة قبل الفجر فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت أهريق على يديه من الإداوة وهو يغسل يديه ثلاث مرات ثم غسل وجهه ثم ذهب يحسر جبته عن ذراعيه فضاق كما جبته عن ذراعيه فأدخل يديه في الجبة حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبة وغسل ذراعيه إلى المرفقين ثم توضأ ومسح على خفيه ثم أقبل قال المغيرة فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدموا يصلي لهم فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم إحدى الركعتين معه وصلى مع الناس الركعة الآخرة فلما سلم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتم صلاته وأفزع ذلك المسلمين وأكثروا التسبيح فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم ثم قال أحسنتم أو قال أصبتم يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها عبد الرحمن بن عوف } قال أن ابن شهاب وحدثني إسماعيل بن محمد بن أبي وقاص عن حمزة بن المغيرة بن شعبة بنحو من حديث عباد { المغيرة فأردت تأخير عبد الرحمن فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم دعه } ( قال قال ) وفي حديث الشافعي دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين في الحضر ; لأن بئر جمل في الحضر قال فيمسح المسافر والمقيم معا . بلال