باب أخبرنا كلام الإمام وجلوسه بعد السلام الربيع قال : أخبرنا قال : أخبرنا الشافعي عن إبراهيم بن سعد ابن شهاب قال : أخبرتني هند بنت الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عن زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : { أم سلمة } قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيرا فترى مكثه ذلك والله أعلم لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم أخبرنا ابن شهاب الربيع قال أخبرنا قال أخبرنا الشافعي عن ابن عيينة عمرو بن دينار عن أبي معبد عن { قال كنت : أعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير ابن عباس } قال عمرو بن دينار ، ثم ذكرته لأبي معبد بعد فقال لم أحدثكه قال عمرو قد حدثتنيه قال وكان من أصدق موالي . ابن عباس
( قال ) كأنه نسيه بعدما حدثه إياه أخبرنا الشافعي الربيع قال : أخبرنا قال : أخبرنا الشافعي قال حدثني إبراهيم بن محمد عن موسى بن عقبة أنه سمع أبي الزبير يقول { عبد الله بن الزبير } . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته يقول بصوته الأعلى : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
( قال ) : وهذا من المباح للإمام وغير المأموم قال : وأي إمام ذكر الله بما وصفت جهرا ، أو سرا ، أو بغيره فحسن وأختار الشافعي إلا أن يكون إماما يجب أن يتعلم منه فيجهر حتى يرى أنه قد تعلم منه ، ثم يسر فإن الله عز وجل يقول : { للإمام والمأموم أن يذكرا الله بعد الانصراف من الصلاة ويخفيان الذكر ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } يعني والله تعالى أعلم الدعاء ولا تجهر ترفع ولا تخافت حتى لا تسمع نفسك ، وأحسب ما روى من تهليل النبي صلى الله عليه وسلم وما روى ابن الزبير من تكبيره كما رويناه . ابن عباس
( قال ) وأحسبه إنما جهر قليلا ليتعلم الناس منه وذلك ; لأن عامة الروايات التي كتبناها مع هذا وغيرها ليس يذكر فيها بعد التسليم . الشافعي
[ ص: 151 ] تهليل ولا تكبير وقد يذكر أنه ذكر بعد الصلاة بما وصفت ويذكر انصرافه بلا ذكر وذكرت مكثه ولم يذكر جهرا وأحسبه لم يمكث إلا ليذكر ذكرا غير جهر فإن قال قائل : ومثل ماذا ؟ قلت : مثل أنه صلى على المنبر يكون قيامه وركوعه عليه وتقهقر حتى يسجد على الأرض وأكثر عمره لم يصل عليه ولكنه فيما أرى أحب أن يعلم من لم يكن يراه ممن بعد عنه كيف القيام والركوع والرفع يعلمهم أن في ذلك كله سعة واستحب أن يذكر الإمام الله شيئا في مجلسه قدر ما يتقدم من انصرف من النساء قليلا كما قالت أم سلمة ، ثم يقوم وإن قام قبل ذلك ، أو جلس أطول من ذلك فلا شيء عليه أم سلمة وأن يؤخر ذلك حتى ينصرف بعد انصراف الإمام ، أو معه أحب إلي له وأستحب للمصلى منفردا وللمأموم أن يطيل وللمأموم أن ينصرف إذا قضى الإمام السلام قبل قيام الإمام الذكر بعد الصلاة ويكثر الدعاء رجاء الإجابة بعد المكتوبة