. مقام الإمام في الخطبة
( قال ) : رحمه الله تعالى أخبرنا الشافعي عبد المجيد عن قال : أخبرني ابن جريج أنه سمع أبو الزبير يقول { جابر بن عبد الله } ( قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب استند إلى جذع نخلة من سواري المسجد فلما صنع له المنبر فاستوى عليه اضطربت تلك السارية كحنين الناقة حتى سمعها أهل المسجد حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقها فسكنت ) : أخبرنا الشافعي قال : حدثني إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال : { } فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع كان رسول الله صلى الله عليه وسلم . [ ص: 229 ] يصلي إلى جذع إذ كان المسجد عريشا وكان يخطب إلى ذلك الجذع فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله هل لك أن نجعل لك منبرا تقوم عليه يوم الجمعة فتسمع الناس خطبتك ؟ قال : نعم : فصنع له ثلاث درجات فهي للآتي أعلى المنبر فلما صنع المنبر ووضع موضعه الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم على المنبر فيخطب عليه فمر إليه ، فلما جاوز ذلك الجذع الذي كان يخطب إليه خار حتى انصدع وانشق فنزل النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده ، ثم رجع إلى المنبر فكان عنده في بيته حتى بلي وأكلته الأرضة وصار رفاتا أبي بن كعب
( قال : ) : فبهذا قلنا لا بأس أن يخطب الإمام على شيء مرتفع من الأرض وغيرها ولا بأس أن ينزل عن المنبر للحاجة قبل أن يتكلم ، ثم يعود إلى المنبر وإن نزل عن المنبر بعد ما تكلم استأنف الخطبة لا يجزئه غير ذلك ; لأن الشافعي . الخطبة لا تعد خطبة إذا فصل بينها بنزول يطول ، أو بشيء يكون قاطعا لها