وإذا فإن أدرك الإمام وهو راكع فكبر معه ثم لم يركع حتى رفع الإمام رأسه رضي الله عنه كان يقول يسجد معه ولا يعتد بتلك الركعة أخبرنا بذلك عن أبا حنيفة الحسن عن الحكم عن وبه يأخذ وكان إبراهيم يقول : يركع ويسجد ويحتسب بذلك من صلاته . وكان ابن أبي ليلى رحمه الله تعالى ينهى عن أبو حنيفة وبه يأخذ ويحدث به عن { القنوت في الفجر } وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يقنت إلا شهرا واحدا حارب حيا من المشركين فقنت يدعو عليهم رضي الله عنه لم يقنت حتى لحق بالله عز وجل وأن أبا بكر رضي الله عنه لم يقنت في سفر ولا في حضر وأن ابن مسعود لم يقنت وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يقنت وأن ابن عباس رضي الله عنهما لم يقنت وقال : يا أهل عبد الله بن عمر العراق أنبئت أن إمامكم يقوم لا قارئ قرآن ولا راكع يعني بذلك القنوت وأن رضي الله عنه قنت في حرب يدعو على عليا فأخذ أهل معاوية الكوفة عنه ذلك وقنت معاوية بالشام يدعو على رضي الله عنه فأخذ أهل علي الشام عنه ذلك وكان رحمه الله تعالى يرى القنوت في الركعة الأخيرة بعد القراءة وقبل الركوع في الفجر ويروى ذلك عن ابن أبي ليلى رضي الله عنه أنه قنت بهاتين السورتين " اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير نشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق " وكان يحدث عن عمر بن الخطاب عن ابن عباس رضي الله عنه بهذا الحديث ويحدث عن عمر رضي الله عنه أنه قنت . علي
( قال ) : رحمه الله تعالى : ومن أدرك الإمام راكعا فكبر ولم يركع حتى يرفع الإمام رأسه سجد مع الإمام ولم يعتد بذلك السجود لأنه لم يدرك ركوعه ولو ركع بعد رفع الإمام رأسه لم يعتد بتلك الركعة لأنه لم يدركها مع الإمام ولم يقرأ لها فيكون صلى لنفسه فقرأ ولا صلى مع الإمام فيما أدرك مع الإمام ويقنت في صلاة الصبح بعد الركعة الثانية { الشافعي } علمناه القنوت في الصبح قط وإنما { قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يترك قنت النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه قتل أهل بئر معونة خمس عشر ليلة يدعو على قوم من المشركين في الصلوات كلها ثم ترك القنوت في الصلوات كلها } فأما في صلاة الصبح فلا أعلم أنه تركه بل نعلم أنه قنت في الصبح قبل قتل أهل بئر معونة وبعد وقد قنت بعد رسول [ ص: 149 ] الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهم كلهم بعد الركوع وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في بعض إمارته ثم قدم القنوت على الركوع وقال ليدرك من سبق بالصلاة الركعة . وعثمان