( قال ) : أخبرنا الشافعي عن مالك يزيد بن رومان عن صالح بن خوات عمن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع { أن طائفة صفت معه ، وطائفة وجاه العدو فصلى بالذين معه ركعة ثم ثبت قائما فأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم صلاة الخوف } ( قال ) : أخبرنا بعض أصحابنا عن الشافعي عن أخيه عبد الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر القاسم عن صالح بن خوات عن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل معناه فأخذنا نحن وهو بهذا حتى حكي لنا عنه غير ما عرضنا عليه وخالفنا بعض الناس فقال فيه بخلاف قولنا فقال : لا تصلى صلاة الخوف اليوم فكانت حجتنا عليه ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من حجته أن قال : قد اختلفت الأحاديث في صلاة الخوف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم نعلم أن خوات بن جبير ولا أبا بكر ولا عمر ولا ثبت عن عثمان أن واحدا منهم صلى صلاة الخوف ولا أمروا بها ، والصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الفضل ليست كهي خلف غيره ، وبأن لم يرو عن خلفائه حديث يثبت بصلاتها ، ولم يزالوا محاربين ومحاربا في زمانهم فهذا يدل على أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة [ ص: 205 ] فكانت حجتنا عليه أن هذا إذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عام إلا بدلالة ; لأنه لا يكون شيء من فعله خاصا حتى تأتينا الدلالة من كتاب أو سنة أو إجماع أنه خاص وإلا اكتفينا بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عمن بعده كما قلنا فيما قبله . علي