الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      مسألة

                                                      اختلفوا في لفظ العام إذا كان معطوفا على عموم قبله ، وأمكن استعمال كل واحد منهما في نفسه إذا أفرد بالذكر من غير تعلق الثاني بما قبله .

                                                      قال الأستاذ أبو منصور : فكل من اعتبر خصوص السبب زعم أن الثاني محمول على حكم العموم الذي يليه ، ومن اعتبر عموم اللفظ أوجب اعتبار العموم الثاني بظاهره ، إلا أن يقوم دليل على تعلقه بالمعطوف ، ومثاله قوله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } إلى قوله : { فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه } " فمن تاب " كلام مستقل بنفسه مفرد ، فلا يصح تضمينه بما قبله من السرقة من سقوط القطع بالتوبة ، بل هو عام في السرقة وغيرها إلا ما خصه الدليل منه . وليس هذا كقوله في آية المحاربة : { إلا الذين تابوا } الآية استثنى لأنه غير مستقل .

                                                      قال الأستاذ وأصحاب الرأي : هذا المذهب الذي أخترتاه أولى ، لأنهم حملوا قوله تعالى : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } على المطلقة ، وعلى المتوفى عنها زوجها ، ولم يحملوها على المعطوف عليه في قوله : { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء } .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية