الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ المسألة ] الرابعة عشرة : لا يلزم في الشرط وجوابه أن يكون اللزوم بينهما ضروريا بالعقل ، بل تكفي الملازمة بالوضع ، فإذا قلت : إن جاء زيد أكرمته ، فهذا لازم بالوضع ، أي وضع المتكلم ، وليس بالضرورة الإكرام لازما للمجيء ، وكلام ابن خروف من النحويين يقتضي اللزوم العقلي ; فإنه قدر في قوله تعالى : { وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء } أن المعنى : وأخرجها ، تخرج وإنما قدره كذلك ، لأنه لا يلزم من إدخالها خروجها ، و " تخرج " مجزوم على الجواب ، فاحتاج أن يقدر جوابا لازما وشرطا ملزوما حذفا ، لأنهما نظيرا ما أثبت لكن وقع في تقدير ما لا يفيد ، لأنه يلزم أنه إن أدخلها تدخل . والصواب - وبه قال ابن الصائغ من النحويين - أنه لا حاجة إلى ذلك ، فإن الإدخال سبب في خروجها بيضاء بقدرة الله تعالى : ألا ترى أنه لا يلزم أيضا من إخراجها أن تخرج بيضاء لزوما ضروريا إلا بضرورة صدق الوعد ؟

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية