( الرابعة ) أرباب البدع والتصانيف المضلة ينبغي أن يشهر الناس فسادها وعيبها  وأنهم على غير الصواب ليحذرها الناس الضعفاء فلا يقعوا فيها  ،  وينفر عن تلك المفاسد ما أمكن بشرط أن لا يتعدى فيها الصدق 
 [ ص: 208 ] ولا يفترى على أهلها من الفسوق والفواحش ما لم يفعلوه بل يقتصر على ما فيهم من المنفرات خاصة فلا يقال على المبتدع إنه يشرب الخمر  ،  ولا أنه يزني ولا غير ذلك مما ليس فيه  ،  وهذا القسم داخل في النصيحة غير أنه لا يتوقف على المشاورة  ،  ولا مقارنة الوقوع في المفسدة ومن مات من أهل الضلال ولم يترك شيعة تعظمه  ،  ولا كتبا تقرأ  ،  ولا سببا يخشى منه إفساد لغيره فينبغي أن يستر بستر الله - تعالى  ،  ولا يذكر له عيب ألبتة  ،  وحسابه على الله - تعالى  ،  وقد قال عليه السلام { اذكروا محاسن موتاكم   } فالأصل اتباع هذا إلا ما استثناه صاحب الشرع 
( الخامسة ) إذا كنت أنت والمغتاب عنده قد سبق لكما العلم بالمغتاب به فإن ذكره بعد ذلك لا يحط قدر المغتاب عند المغتاب عنده لتقدم علمه بذلك فقال بعض الفضلاء : لا يعرى هذا القسم عن نهي  ؛  لأنكما إذا تركتما الحديث فيه ربما نسي فاستراح الرجل المعيب بذلك من ذكر حاله  ،  وإذا تعاهدتماه أدى ذلك إلى عدم نسيانه 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					