( الفرق الخامس والخمسون والمائتان بين قاعدة الزهد وقاعدة ذات اليد    ) 
اعلم أن الزهد ليس عدم المال بل عدم احتفال القلب بالدنيا والأموال فإن كانت في ملكه فقد يكون الزاهد من أغنى الناس  ،  وهو زاهد  ؛  لأنه غير محتفل بما في يده  ،  وبذله في طاعة الله - تعالى - أيسر عليه من بذل الفلس على غيره  ،  وقد يكون الشديد الفقر غير زاهد بل في غاية الحرص لأجل ما اشتمل عليه قلبه من الرغبة في الدنيا  ،  والزهد في المحرمات واجب  ،  وفي الواجبات حرام  ،  وفي المندوبات مكروه  ،  وفي المباحات مندوب  ،  وإن كانت مباحة  ؛  لأن الميل إليها يفضي لارتكاب المحرمات والمكروهات فتركها من باب الوسائل المندوبة  [ ص: 210 ] 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					