الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      {الغاشية}: القيامة، عن ابن عباس وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن جبير: هي جهنم; والمعنى: أنها تغشاهم; أي: تجللهم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 84 ] وقوله: وجوه يومئذ خاشعة أي: ذليلة.

                                                                                                                                                                                                                                      عاملة ناصبة : قال الحسن: لم تعمل لله في الدنيا، فأعملها الله في النار، وروي معناه عن ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      عكرمة: عاملة في الدنيا بالمعاصي، ناصبة في الآخرة في النار.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو على التقديم والتأخير; والمعنى: عاملة ناصبة في الدنيا، يومئذ خاشعة; أي: يوم القيامة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: نزلت في عبدة الأوثان، والرهبان.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: تسقى من عين آنية أي: قد بلغت نهاية الحر، عن ابن عباس وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: أنى نضجها منذ خلق الله تعالى الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن زيد: آنية : حاضرة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ليس لهم طعام إلا من ضريع : (الضريع): نبت تأكله الإبل، يضر ولا ينفع، وهو مشتق من (المضارعة); كأنه يشتبه عليها بما ينفع من المرعى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: سمي بذلك، لأن آكله يضرع في أن يعفى منه; لكراهته، وخشونته.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس، ومجاهد، وغيرها: هو الشبرق; وهو سم، وعن ابن عباس [ ص: 85 ] أيضا: أنه شجر من نار.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو الجوزاء: (الضريع): الشوك، عكرمة: (الضريع): الحجارة، الحسن: (الضريع): الزقوم، وقيل: (الضريع): واد في جهنم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لسعيها راضية أي: لعلمها الذي قدمته في الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لا تسمع فيها لاغية أي: كلمة لاغية; أي: ذات لغو.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: المعنى: لا يسمع فيها شتم، قتادة: باطل وإثم.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: لا يسمع فيها حالف يحلف بكذب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأكواب موضوعة أي: موضوعة على العين مملوءة.

                                                                                                                                                                                                                                      ونمارق مصفوفة أي: وسائد، عن قتادة، واحدتها: (نمرقة)، [ويقال: (نمرقة) ]، ويقال: (نمرق)، وعن ابن عباس: (النمارق): المجالس، وعنه: المرافق.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {وزرابي} يعني: بسطا فاخرة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 86 ] الفراء: هي الطنافس التي لها خمل كثير، واحدتها: {زربية)، ومعنى {مبثوثة}: كثيرة متفرقة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت يعني: الجمال، في قول ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      المبرد: هي القطع العظيمة من السحاب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإلى الأرض كيف سطحت أي: مدت.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم القول في معنى لست عليهم بمصيطر ، وأنه منسوخ.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إلا من تولى وكفر أي: فحسابه على الله عز وجل، والاستثناء قيل: منقطع، وقيل: متصل; والمعنى: لست بمسلط إلا على من تولى وكفر، فأنت مسلط عليه بالجهاد، والله يعذبه بعد ذلك العذاب الأكبر، [فلا نسخ في الآية على هذا التقدير.

                                                                                                                                                                                                                                      إن إلينا إيابهم أي: رجوعهم بالبعث].

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية