[ ص: 534 ] القول في قوله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم إلى قوله: ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور [الآيات: 30 - 39].
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرهن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ولقد أنـزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور .يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم [ ص: 535 ] في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .
الأحكام:
وكل ما تخشى الفتنة من أجله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: غض البصر واجب عن جميع المحرمات وهذا معنى دخول {من} في قوله {من أبصارهم}; لأن النظرة الأولى لا تملك، فوجب التبعيض لذلك، ولم يقل ذلك في الفروج; لأنها تملك. "لا تتبع النظرة النظرة; فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة"،
وقيل: إن معنى {ويحفظوا فروجهم}: يستروها; حتى لا يراها من لا تجوز له رؤيتها.
وقيل: معناه: لا يستمتع إلا بمن يحل له الاستمتاع به.
[ ص: 536 ] وقوله: ولا يبدين زينتهن : [قال يعني: القرط، والدملج، والقلادة، وقال ابن مسعود: القرط والدملج، والسوار. ابن عباس:
وقوله]: إلا ما ظهر منها : قال الثياب، وعنه أيضا، الوجه، والكف. ابن عباس:
الوجه والكفان، وعنه أيضا: الكحل، والخضاب، وهو قول مجاهد، وعطاء. ابن عمر:
وعن رضى الله عنها: القلب، والفتخة. عائشة
وكل ما أبيح لها كشفه في الصلاة فليس بعورة. والمرأة تكشف وجهها وكفيها في صلاتها، وتستر ما عدا ذلك،
وأكثر العلماء على أن وأجمعوا على أن ما بين سرة الرجل وركبته عورة لا ينبغي أن ترى، واستدل بعض العلماء بهذه الآية على تحريم السوءتين عورة، دخول الحمام بغير مئزر.