وقوله: قل إن ربي يقذف بالحق : قال (الحق) القرآن. قتادة:
وقوله: قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد : قال {الباطل}: الشيطان؛ أي وما يخلق الشيطان أحدا، وما يعيده، فـ (ما): نفي، ويجوز أن تكون استفهاما. قتادة:
وقوله: ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت المعنى: ولو ترى إذا فزعوا في الدنيا عند نزول الموت أو غيره من بأس الله بهم، روي معناه عن ابن عباس.
[ ص: 347 ] هذا إذا خرجوا من قبورهم. الحسن:
ومعنى فلا فوت : [أي: لا يفوتون، ولا يجدون ملجأ، ولا مهربا، {وأخذوا من مكان قريب} أي: قريب على الله عز وجل.]
ابن عباس: فلا فوت ؛ أي: فلا نجاة.
وقال المعنى: لم يسبقوا ما أريد منهم. نفطويه:
فلا هرب. الضحاك:
وقيل: المعنى: ولو ترى الكفار إذا فزعوا يوم القيامة، وأخذوا من مكان قريب، [فألقوا في جهنم.
وقيل: في الكلام تقديم وتأخير؛ والمعنى، ولو ترى إذا فزعوا، وأخذوا من مكان قريب، فلا فوت]؛ أي: فلا يفوتوننا.
مجاهد: وأخذوا من مكان قريب أي: من تحت أقدامهم.
[ ص: 348 ] هم قتلى المشركين يوم ابن زيد: بدر.
وفي خبر رواه حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن المراد بالآية: دمشق؛ جيشا إلى المشرق، [وجيشا إلى المدينة]، تخرج على أحدهما راية هدى من الكوفة، فتقتلهم، فلا يفلت منهم مخبر، ويحل الجيش بالثاني بالمدينة، فينتهبونها ثلاثة أيام وثلاث ليال، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة، فإذا كانوا بالبيداء؛ بعث الله عليهم جبريل، فيضربهم برجله ضربة، فيخسف الله بهم، فذلك قوله: فتنة تكون، يخرج فيها رجل يقال له: السفياني، فيبعث جيشين من ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ، فلا يفلت منهم إلا رجلان من جهينة؛ أحدهما بشير، والآخر نذير، وبذلك جاء المثل: (وعند جهينة الخبر اليقين).
وقوله: وقالوا آمنا به : قال بالله، غيره: مجاهد: بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله: وأنى لهم التناوش من مكان بعيد أي: التناول؛ يعني تناول التوبة [ ص: 349 ] من مكان يبعد تقبلها منهم، ويقال: ناش ينوش؛ إذا تناول.
ومن همز؛ جاز أن يكون بمعنى ما قدمنا، وقبلت الواو همزة؛ لانضمامها، وجاز أن يكون من (النئيش) ؛ وهو الحركة في إبطاء؛ والمعنى: من أين لهم الحركة في ما بعد ولا حيلة في ذلك؟
وعن ابن عباس {التناوش}: الرجعة. والضحاك:
مجاهد: من مكان بعيد : هو ما بين الدنيا والآخرة.
وقوله: وقد كفروا به من قبل : قيل: بالله عز وجل، وقيل: بمحمد صلى الله عليه وسلم، ومعنى من قبل : في الدنيا.
وقوله: ويقذفون بالغيب أي: بالظن.
من مكان بعيد : قال هو قولهم: ساحر، وكاهن، وشاعر. مجاهد:
المعنى: يقذفون بالقرآن. ابن زيد:
وقوله: وحيل بينهم وبين ما يشتهون أي: حيل بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا، وعن وعنه أيضا: حيل بينهم وبين زهرة الحياة الدنيا، ولذاتها، وأموالهم، وأولادهم. مجاهد،
وقيل: حيل بينهم وبين قبول الإيمان لما رأوا العذاب.
[ ص: 350 ] وقيل: حيل بينهم وبين النجاة من العذاب.
وقوله: كما فعل بأشياعهم من قبل : (الأشياع): جمع (شيع)، و (شيع): جمع (شيعة).