الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4308 (باب منه)

                                                                                                                              وقال النووي: ( باب صفة شعره، صلى الله عليه وآله وسلم، وصفاته وحليته).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي، ص 91 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن شعبة قال سمعت أبا إسحق قال سمعت البراء [ ص: 68 ] يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه، عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن البراء) بن عازب، رضي الله عنه؛ (قال: كان رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: رجلا مربوعا). هو بمعنى قوله في الرواية السابقة: "ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير".

                                                                                                                              (بعيد ما بين المنكبين) أي: كان عريض الصدر.

                                                                                                                              (عظيم الجمة، إلى شحمة أذنيه). وفي لفظ: "بين أذنيه وعاتقه). وفي رواية: "ما رأيت من ذي لمة: أحسن منه".

                                                                                                                              قال أهل اللغة: "الجمة": أكثر من "الوفرة"؛ "فالجمة": الشعر الذي نزل إلى المنكبين. "والوفرة": ما نزل إلى شحمة الأذنين.

                                                                                                                              "واللمة": التي ألمت بالمنكبين. "والعاتق": ما بين المنكب والعنق.

                                                                                                                              وأما "شحمة الأذن": فهو اللين منها، في أسفلها. وهو معلق [ ص: 69 ] القرط منها.

                                                                                                                              وتوضح هذه الروايات، رواية إبراهيم الحربي: "كان شعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فوق الوفرة، ودون الجمة".

                                                                                                                              (وعليه حلة حمراء، ما رأيت شيئا قط، أحسن منه).

                                                                                                                              "الحلة": تكون إزارا ورداء. ووصفها بالحمراء: يدل على أنها كانت حمراء محضة. لا كما زعم بعضهم: أنها كانت مخططة. والضمير في "منه": يعود إلى رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم.

                                                                                                                              ولقد صدق. فليس شيء أحسن منه - بعد الله سبحانه - في الجمال، والزي، والحسن، والجلال، والكمال.

                                                                                                                              وأحسن منك لم تر قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأ عن كل عيب
                                                                                                                              كأنك قد خلقت كما تشاء

                                                                                                                              اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم: بقدر حسنه وجماله.




                                                                                                                              الخدمات العلمية