وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين .
[31] وعلم آدم سمي آدم; لأنه خلق من أديم الأرض، وهو وجهها، مشتق من الأدمة: السمرة، وكنيته: أبو البشر، عاش تسع مئة وثلاثين سنة باتفاق، وقبره في مغارة بين بيت المقدس ومسجد إبراهيم الخليل، رجلاه عند الصخرة، ورأسه عند مسجد إبراهيم، وفي ذلك خلاف كثير. [ ص: 81 ]
الأسماء كلها لما خلقه الله -عز وجل- علمه أسماء الأشياء، وذلك أن الملائكة قالوا لما قال الله تعالى: إني جاعل في الأرض خليفة ليخلق ربنا ما يشاء، فلن يخلق خلقا أكرم عليه منا، وإن كان، فنحن أعلم منه; لأنا خلقنا قبله، ورأينا ما لم يره، فأظهر الله فضله بالعلم، وفيه دليل على أن وإن كانوا رسلا كما ذهب إليه أهل السنة. الأنبياء أفضل من الملائكة،
ثم عرضهم على الملائكة أي: عرض المسميات; لأن عرض الأسماء لا يصح، والعرض: إظهارك الشيء، وأن تمر به عرضا; لتعرف حاله، وإنما قال: عرضهم، ولم يقل: عرضها; لأن المسميات إذا جمعت من يعقل ومن لا يعقل، يكنى عنها بلفظ من يعقل; كما يكنى عن الذكور والإناث بلفظ الذكور.
فقال أنبئوني أخبروني، أمر تعجيز.
بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين أني لا أخلق خلقا إلا كنتم أفضل وأعلم منه. قرأ الكوفيون، وروح: وابن عامر، هؤلاء إن كنتم صادقين بتحقيق الهمزتين، بإسقاط الهمزة الأولى، وتحقيق الثانية، وقرأ وأبو عمرو قالون، : بتسهيل الأولى بين بين، مع تحقيق الثانية، والبزي وأبو جعفر ورويس : بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، واختلف عن قنبل فروي عن الأول جعل الهمزة الثانية بين بين، وروي عنه إسقاط الهمزة الأولى، وهو الذي عليه الجمهور من أصحابه، وروي عن الثاني إبدال الهمزة الثانية ياء مكسورة، وروي عنه تسهيلها بين بين. وورش،