[ ص: 143 ] سورة الكهف
مكية في قول جميع المفسرين ، وروي عن فرقة أن أول السورة نزل بالمدينة إلى قوله : جرزا والأول أصح ، آيها : مئة وعشر آيات ، وحروفها : ستة آلاف وثلاث مئة وستون حرفا ، وكلمها : ألف وخمس مئة وسبع وسبعون كلمة ، وهي من أفضل سور القرآن ، وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " . "ألا أخبركم بسورة عظمها كما بين السموات والأرض ، ولمن جاء بها من الأجر مثل ذلك ؟ " قالوا : أي سورة هي يا رسول الله ؟ قال : "سورة الكهف ، من قرأ بها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ، ومن قرأ بها ، أعطي نورا بين السماء والأرض ، ووقي بها فتنة الدجال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا . [ ص: 144 ]
[1] لما سألت قريش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المسائل الثلاث : الروح والكهف وذي القرنين حسب ما أمرهم به اليهود ، قال لهم رسول الله : "غدا أخبركم" ، ولم يقل : إن شاء الله ، فعوتب بلبث الوحي عنه خمسة عشر يوما ، فأرجف به المشركون ، وقالوا : إن محمدا قد تركه رئيه الذي كان يأتيه من الجن ، وقال بعضهم : قد عجز عن أكاذيبه ، إلى غير ذلك ، فشق ذلك عليه ، فجاءه الوحي من الله سبحانه بالجواب ، فافتتحه بحمد الله تعالى ، فقال الله عز وجل : الحمد لله أي : الثناء له ، وتقدم الكلام عليه مستوفى في سورة الفاتحة .
الذي أنزل على عبده محمد - صلى الله عليه وسلم - الكتاب القرآن .
ولم يجعل له عوجا والعوج : فقد الاستقامة ، وهو بكسر العين في المعاني ، وبفتحها في الأشخاص ؛ كالعصا والحائط ونحوهما .
* * *