معنى كلمة التوحيد نفي وإثبات
ومعنى هذه الكلمة كما تقدم قريبا: هو النفي، والإثبات.
نفي اعتقاد الألوهية عما سوى الله تعالى، واعتقاد إثباتها لله وحده لا شريك له، ليس في ذلك حق لملك مقرب، ولا لنبي مرسل.
فكيف بمن عداهما من صالحي عباد الله تعالى، وأعدائه؟!
قال تعالى: إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا [مريم: 93].
وهذا يدل على أن كل ملك، ورسول، وولي، وصالح، وإن بلغ ما بلغ في الرتبة، وهو المكانة، عبد الله وحده، ليس له شرف إلا عبودية المعبود المطلق الفرد الأحد.
ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم [الأنبياء: 29]. ولم يقل أحد من عباد الله المخلصين هذا القول أبدا، ولم يدع أحد منهم إلى عبادته، وإشراكه بالله في شيء من ذاته، وصفاته العليا.
وإنما أخذهم آلهة هؤلاء المشركون الظالمون، وعبدوهم، واعتقدوا فيهم ما لم يندبوهم إليه.
بل نصوا في كتبهم، ومقالاتهم، ومواعظهم على كون هذه الأفعال شركا بحتا، وكفرا بواحا.
وصرحوا بأن فاعلها مشرك بالله، خارج عن الإيمان، واقع في سعير النيران.
قال تعالى: يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها [النحل: 111] وقال تعالى: لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا [النبأ: 38].
فإذا قيل: لا خالق إلا الله، ولا رازق، ولا مدبر إلا هو، هذا معروف؛ لأنه لا يخلق الخلق، ولا يرزقهم، ولا يدبرهم إلا الله، ولا يشاركه في ذلك أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا عبد آخر مقبول ومحبوب له سبحانه. [ ص: 185 ]
فاسأل يا هذا عن معنى الكلمة الطيبة كما تسأل عن معنى الخالق، الرازق، المدبر.