بيان معنى تحريم وتحليل رسول الله ، وغيره من الأئمة 
وأما نسبة التحليل والتحريم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فبمعنى : أن قوله أمارة قطعية لتحليل الله وتحريمه . 
وأما نسبتها إلى المجتهدين من أمته ، فبمعنى : روايتهم ذلك عن الشرع من نص الشارع ، أو استنباط معنى من كلامه . 
واعلم أن الله تعالى إذا بعث رسولا ، وثبتت رسالته بالمعجزة ، وأحل -على لسانه - بعض ما كان حراما عندهم ، ووجد بعض الناس في نفسه انحجاما عنه ، وبقي في نفسه ميل إلى حرمته لما وجد في ملته من تحريمه ، فهذا على وجهين : 
1-إن كان لتردد في ثبوت هذه الشريعة ، فهو كافر بالنبي . 
2-وإن كان لاعتقاد وقوع التحريم الأول تحريما لا يحتمل النسخ لأجل أنه -تبارك وتعالى - خلع على عبد خلعة الألوهية ، أو صار فانيا في الله ، باقيا به ، فصار نهيه عن فعل ، أو كراهيته له مستوجبا لحرم في ماله ، وأهله ، فذلك مشرك بالله تعالى ، مثبت لغيره غضبا وسخطا مقدسين ، وتحليلا وتحريما مقدسين . 
ومنها : أنهم كانوا يتقربون إلى الأصنام والنجوم بالذبح لأجلهم  ، إما  [ ص: 280 ] بالإهلال عند الذبائح بأسمائهم ، وإما بالذبح على الأنصاب المخصوصة لهم ، فنهوا عن ذلك. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					