وفيه : بيان أن ؛ كطلب الشفاعة من الأموات ؛ فإنها ملك لله ، وبيده ، ليس بيد غيره منها شيء ، وهو الذي يأذن للشفيع أن يشفع فيمن لاقى الله بالإخلاص ، والتوحيد من أهل الكبائر ، والله أعلم . دعوة غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شر جلي
وأخرج ، وحسنه عن الترمذي -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنس ذكره في «المشكاة » في باب : الاستغفار . «قال الله -تبارك وتعالى - : يا بن آدم ! إنك ما دعوتني ، ورجوتني ، غفرت لك على ما كان منك ، ولا أبالي ، يا بن آدم ! لو بلغت ذنوبك [ ص: 399 ] عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ، يا بن آدم إنك لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة »
وقد روى الإمام حديث أحمد بمعناه ، ولفظه : أبي ذر رواه «ومن عمل قراب الأرض خطايا ، ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة » ، وأخرجه مسلم من حديث الطبراني ، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ابن عباس
و «القراب » -بضم القاف ، وقيل : بكسرها ، والضم أشهر - ، وهو: ملؤها ، أو ما يقارب ملأها .
والمعنى : أن العصاة كلهم قد عصوا في الدنيا .
فإن فرعون كان في هذه الدار الفانية ، وكذلك هامان ، بل الشيطان اللعين ، والإبليس الرجيم أيضا في الدنيا .
فكل ذنب صدر من هؤلاء لو فعله أحد من الناس ، ولم يكن مشركا ، بل كان موحدا ، فالله يغفره بمقدار ذنوبه هذه كلها .