قالوا : وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا [الجن : 9 - 10] .
فباب الكهانة في الوقت الذي كانت فيه مخصوص بأدلته ، فهو من جملة ما يخصص به هذا العموم ، فلا يرد ما زعمه من إيراد الكهانة على هذه الآية .
وأما حديث المرأة الذي أورده ، فحديث خرافة ، ولو سلم وقوع شيء مما حكاه عنها من الأخبار ، لكان من باب ما ورد في الحديث: » عمر ، فيكون كالتخصيص لعموم هذه الآية ، لا نقضا . «إن في هذه الأمة [ ص: 434 ] محدثين ، وإن منهم
وأما ما اجترى به على الله وعلى كتابه ، من قوله في آخر كلامه : فلو قلنا : إن القرآن يدل على خلاف هذه الأمور المحسوسة ، لتطرق الطعن إلى القرآن .
فيقال له : ما هذه بأول زلة من زلاتك ، وسقطة من سقطاتك .
وكم لها لديك من أشباه وأمثال نبض بها عرق فلسفتك ، وركض بها الشيطان الذي صار يتخبطك في مباحث تفسيرك .
يا عجبا لك ! أيكون ما بلغك من خبر هذه المرأة ونحوه موجبا لتطرق الطعن إلى القرآن ؟ ! وما أحسن ما قاله بعض أدباء عصرنا :
وإذا رامت الذبابة للشمس غطاء مدت عليها جناحا
وقلت من أبيات منها :مهب رياح سده بجناح وقابل بالمصباح ضوء صباح .