أقسام التوحيد
فتحل من هذا أن التوحيد قسمان:
الأول: توحيد الربوبية، والخالقية، والرازقية، ونحوها. [ ص: 63 ]
معنى توحيد الربوبية
ومعناه: أن الله وحده هو الخالق للعالم، وهو الرب لهم، والرازق لهم.
وهذا لا ينكره المشركون، ولا يجعلون الله فيه شريكا، بل هم مقرون به.
قال تعالى: ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله [الزخرف: 87].
وقال تعالى: ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم [الزخرف: 9].
وقال تعالى: قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار إلى أن قال: فسيقولون الله فقل أفلا تتقون [يونس: 31].
وقال تعالى: قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون [المؤمنون: 85].
وقال تعالى: قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون [المؤمنون: 87].
وقال تعالى: قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون [المؤمنون: 89].
وهذا فرعون مع غلوه في كفره، ودعواه أقبح دعوى، ونطقه بالكلمة الشنعاء حكى الله سبحانه فيه عن لسان موسى عليه السلام: لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر [الإسراء: 102].
وقال إبليس اللعين: إني أخاف الله رب العالمين [الحشر: 16].
وقال: رب بما أغويتني [الأعراف: 16]، وقال: قال أنظرني [الأعراف: 14]
وكل مشرك مقر بأن الله خالقه، وخالق السماوات والأرض، ورب ما فيها، ورازقهم.
ولهذا احتج عليهم الرسل بقولهم: أفمن يخلق كمن لا يخلق [النحل: 17]. [ ص: 64 ]
وبقولهم: إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له [الحج: 73].
فأهل الشرك مقرون بذلك، لا ينكرونه، ولا يجحدونه.