بحسب ما حصل له من فتنة العشق، وربما أخرجت صاحبها من أن يبقى معه شيء من الدين لله، قال تعالى: والفتنة بعشق الصور تنافي أن يكون دين العبد كله لله، بل ينقص من كون دينه لله، وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله [الأنفال: 39] والعبد مفتون في هذه الدار بشهواته، ونفسه الأمارة، وشيطانه المغوي، وما يراه ويشاهده، فيما يعجز صبره.
ويتفق مع ذلك ضعف الإيمان واليقين، وضعف القلب، ومرارة الصبر، وذوق حلاوة العاجل، وميل النفس إلى زهرة الحياة الدنيا، وكون العوض مؤجلا في دار أخرى غير هذه الدار التي منها خلق، وفيها نشأ، فهو مكلف بأن يترك شهوته الحاضرة المشاهدة لغيب طلب منه الإيمان به.
فوالله لولا الله يسعد عبده بتوفيقه والله بالعبد أرحم لما ثبت الإيمان يوما بقلبه
على هذه العلات فالأمر أعظم ولا طاوعته النفس في ترك شهوة
مخافة نار جمرها يتضرم ولا خاف يوما من مقام إلهه
عليه بحكم القسط إذ ليس يظلم