فصل
في أنواع الفتنة
والفتنة نوعان: فتنة الشبهات، وفتنة الشهوات.
ففتنة الشبهات من ضعف البصيرة، وقلة العلم، ولا سيما إذا اقترن بذلك فساد القصد، وحصول الهوى.
قال تعالى: إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس [النجم: 23] وهذه الفتنة مآلها إلى الكفر والنفاق، وهي فتنة المنافقين، وفتنة أهل البدع على حسب مراتبهم في الابتداع.
ولا ينجي من هذه الفتنة إلا تجريد اتباع الرسول، وتحكيمه في دق الدين وجله، وظاهره وباطنه، فالهدى دائر على أقواله وأفعاله، وكل ما خرج عنها فهو ضلال.
وأما فتنة الشهوات، فتدفع بالصبر كما تدفع الشبهات باليقين.
فقوله تعالى: وتواصوا بالحق إشارة إلى ما يدفع به الشبهات، وقوله: وتواصوا بالصبر [العصر: 3] إشارة إلى ما يدفع به فتنة الشهوات.