وفي قوله: ومعه الرجل، والرجلان.. الرد على من احتج بكثرة أهل الضلال؛ لأن الاعتبار بالحق، قل أو كثر، لا بالباطل.
والمراد بالسواد: الشخص الذي يرى من بعيد.
والمراد بقوم موسى: أتباعه الذين على دينه من بني إسرائيل، الذين لم يغيروا، ولا حرفوا، وكانوا على صرافة الإيمان، وإخلاص العمل، وصحة العقيدة.
وإنما استحق ولا كتاب؛ لتحقيقهم التوحيد. سبعون ألفا من هذه الأمة المرحومة المحمدية الجنة بغير حساب،
وزاد في حديث أبي هريرة في «الصحيحين»: «تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر».
وروى أحمد، في حديث والبيهقي أبي هريرة: «فاستزدت ربي، فزادني مع كل ألف سبعين ألفا».
قال الحافظ: وسنده جيد.
وهذا مقام الطامع الحريص مثلي، وليس على الله بعزيز أن يغفر ذنوبي التي بلغت عنان السماء، وطبقت الأرض؛ مشارقها، ومغاربها.
فإن العبد مقر بتوحيده مخلصا من قلبه.
وقد سبقت رحمته على غضبه، ووعد الموحدين بغفران الذنوب كلها، وإن أتوا بقراب الأرض خطايا.
وفي خوض الصحابة في هذا: إباحة النظر، والمناظرة، والمباحثة في نصوص الشرع على وجه الاستفادة، وبيان الحق، وطلبه.
وفيه: حرصهم على درك الخير. [ ص: 123 ]
وفي هذا الحديث عند الشيخين: لا يسترقونه، وهو كذلك.
وفي حديث -رضي الله عنه- في «مسند ابن مسعود وفي رواية أحمد»، «ولا يرقون». لمسلم: