الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الخامس : الإمساك عن الاستمناء وهو إخراج المني قصدا بجماع أو بغير جماع فإن ذلك يفطر

التالي السابق


(الخامس : الإمساك عن الاستمناء وهو إخراج المني قصدا بجماع أو بغير جماع فإن ذلك يفطره ) لأن الإيلاج من غير إنزال مبطل فالإنزال بنوع شهوة أولى أن يكون مفطرا فإن خرج بمجرد الفكر والنظر بالشهوة لم يكن مفطرا خلافا لمالك في النظر وعن أصحابه في الفكر اختلاف ولأحمد حيث قال إن كرر النظر حتى أنزل أفطر .

قلت : عن أحمد فيمن كرر النظر فأنزل روايتان : أحدهما : صومه فاسد وعليه القضاء فقط واختارها الخرقي والأخرى كمذهب مالك عليه القضاء فقط وقال أصحابنا إذا أنزل بنظر أو تفكر لم يفطر لعدم المباشرة فأشبه الاحتلام ولا عبرة بالنظرة الأولى أو الثانية لأن ما يكون مفطرا لا يشترط التكرار فيه وما لا يكون مفطرا لا يفطر بالتكرار ولو عالج ذكره حتى أمنى فالمختار أنه يفسد صومه كما في التجنيس وهو قول عامة المشايخ ولا يحل له إن قصد به قضاء الشهوة وقال ابن جريج : سألت عطاء عنه فقال : مكروه وسمعت : قوما يحشرون وأيديهم حبالى ، فأظن أنهم هؤلاء ، وقال سعيد بن جبير : عذب الله أمة كانوا يعبثون بمذاكيرهم ، (وإن قصد تسكين ما به من الشهوة يرجى أن لا يكون عليه وبال) ووجه كون الاستمناء مفطرا على المختار اعتبارهم المباشرة المأخوذة في معنى الجماع أعم من كونها مباشرة الغير أو لا بأن يراد مباشرة هي سبب الإنزال سواء كان ما بوشر مما يشتهى عادة أو لا ولهذا أفطر بالإنزال في فرج البهيمة والميتة وليسا مما يشتهى عادة ، والله أعلم .




الخدمات العلمية