وفي الخبر : " من طاف أسبوعا حافيا حاسرا كان له كعتق رقبة ومن طاف أسبوعا في المطر غفر له ما سلف من ذنبه " ويقال إن الله عز وجل إذا غفر لعبد ذنبا في الموقف غفره لكل من أصابه في ذلك الموقف . ولهذا يستحب الطواف ابتداء من غير حج ولا عمرة
وقال بعض السلف وهو إذا وافق يوم عرفة يوم جمعة غفر لكل أهل عرفة وفيه حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وكان واقفا إذ نزل قوله عز وجل : أفضل يوم في الدنيا اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا قال أهل الكتاب لو أنزلت هذه الآية علينا لجعلناها يوم عيد فقال رضي الله عنه : أشهد لقد نزلت هذه الآية في يوم عيدين اثنين يوم عرفة ويوم جمعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة . عمر
وقال صلى الله عليه وسلم : " اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج ويروى " أن علي بن موفق حج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حججا قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : يا ابن موفق حججت عني ؟ قلت : نعم قال : ولبيت عني ؟ قلت : نعم . قال : فإني أكافئك بها يوم القيامة آخذ بيدك في الموقف فأدخلك الجنة والخلائق في كرب الحساب .
وقال وغيره من العلماء إن الحجاج إذا قدموا مجاهد مكة تلقتهم الملائكة فسلموا على ركبان الإبل وصافحوا ركبان الحمر واعتنقوا المشاة اعتناقا .
وقال الحسن من مات عقيب رمضان أو عقيب غزو أو عقيب حج مات شهيدا .
وقال عمر رضي الله عنه : الحاج مغفور له ولمن يستغفر له في شهر ذي الحجة والمحرم وصفر وعشرين من ربيع الأول .
وقد كان من سنة السلف رضي الله عنهم أن يشيعوا الغزاة وأن يستقبلوا الحاج ويقبلوا بين أعينهم ويسألوهم الدعاء ويبادرون ذلك قبل أن يتدنسوا بالآثام .
ويروى عن علي بن موفق قال : حججت سنة فلما كان ليلة عرفة نمت بمنى في مسجد الخيف فرأيت في المنام كأن ملكين قد نزلا من السماء عليهما ثياب خضر فنادى أحدهما صاحبه : يا عبد الله فقال الآخر : لبيك يا عبد الله قال تدري : كم حج بيت ربنا عز وجل في هذه السنة ؟ قال : لا أدري قال : حج بيت ربنا ستمائة ألف أفتدري : كم قبل منهم ؟ قال : لا قال : ستة أنفس قال : ثم ارتفعا في الهواء فغابا عني فانتبهت فزعا : واغتممت غما شديدا وأهمني أمري فقلت : إذا قبل حج ستة أنفس فأين أكون أنا في ستة أنفس ؟ فلما أفضت من عرفة قمت عند المشعر الحرام فجعلت أفكر في كثرة الخلق وفي قلة من قبل منهم فحملني النوم فإذا الشخصان قد نزلا على هيئتهما فنادى أحدهما صاحبه وأعاد الكلام بعينه ثم قال : أتدري ماذا حكم ربنا عز وجل في هذه الليلة ؟ قال : لا قال : فإنه وهب لكل واحد من الستة مائة ألف قال : فانتبهت وبي من السرور ما يجل عن الوصف .
وعنه أيضا رضي الله عنه قال : حججت سنة فلما قضيت مناسكي تفكرت فيمن لا يقبل حجه فقلت : اللهم إني قد وهبت حجتي وجعلت ثوابها لمن لم تقبل حجته قال فرأيت رب العزة في النوم جل جلاله فقال لي : يا علي تتسخى علي وأنا خلقت السخاء والأسخياء وأنا أجود الأجودين وأكرم الأكرمين وأحق بالجود والكرم من العالمين قد وهبت كل من لم أقبل حجه لمن قبلته .