الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
السابعة في الحراسة ينبغي أن يحتاط بالنهار فلا ، يمشي منفردا خارج القافلة ؛ لأنه ربما يغتال أو ينقطع ويكون بالليل متحفظا عند النوم فإن نام في ابتداء الليل افترش ذراعه ، وإن نام في آخر الليل نصب ذراعه نصبا ، وجعل رأسه في كفه ، هكذا كان ينام رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره لأنه ربما استثقل النوم فتطلع الشمس وهو لا يدري فيكون ما يفوته من الصلاة أفضل مما يناله من الحج ، والأحب في الليل أن يتناوب الرفيقان في الحراسة . فإن ، نام أحدهما حرس الآخر فهو ، السنة فإن قصده عدو ، أو سبع في ليل ، أو نهار ، فليقرأ آية الكرسي وشهد الله والإخلاص ، والمعوذتين ، وليقل : بسم الله ، ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، حسبي الله ، توكلت على الله ، ما شاء الله ، لا يأتي بالخير إلا الله ، ما شاء الله ، لا يصرف السوء إلا الله ، حسبي الله ، وكفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله منتهى ، ولا دون الله ملجأ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ، تحصنت بالله العظيم واستغثت ، بالحي الذي لا يموت ، اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام واكنفنا ، بركنك الذي لا يرام ، اللهم ارحمنا بقدرتك علينا فلا ، نهلك ، وأنت ثقتنا ، ورجاؤنا ، اللهم أعطف علينا قلوب عبادك وإمائك برأفة ورحمة إنك أنت أرحم الراحمين .

التالي السابق


(السابعة في الحراسة) ، أي : الحفظ ، والحماية (فينبغي أن يحتاط بالنهار ، ولا يمشي منفردا ) عن أصحابه (خارجا عن القافلة ؛ لأنه ربما يغتال) من عدو ، أو سبع (أو ينقطع) فلا يهتدي للطريق ، أو لا يمكنه الوصول إليهم ، ولكن إذا فارقهم ، وبعد عنهم قليلا بحيث يتراءون لقضاء الحاجة ، فلا بأس (ويكون بالليل متحفظا عند النوم) متيقظا في أحواله (فإن نام في أول الليل افترش ذراعه ، وإن نام في آخر الليل نصب ذراعه ، وجعل رأسه في كفه ، هكذا كان ينام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أسفاره ) قال العراقي : رواه أحمد ، والتي في الشمائل من حديث أبي قتادة بسند صحيح ، وعزاه أبو مسعود ، والدمشقي ، والحميدي إلى مسلم ، ولم أره فيه . أهـ .

قلت : وجدت بخط الشيخ زين الدين القرشي الدمشقي المحدث في هامش نسخة العراقي ما نصه : ليس هو بصحيح في مسلم ، وإنما هو زيادة وقعت في حديث أبي قتادة الطويل في نوم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الوادي ، فأصل الحديث في مسلم دون هذه الزيادة التي وقعت في بعض رواياته في السند ، وعزاه ابن الجوزي في جامع المسانيد بجميع رواياته إلى مسلم ، وليس كذلك ، ولفظ هذه الزيادة : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عرس وعليه ليل توسد يمينه ، وإذا عرس الصبح وضع رأسه على كفه اليمنى ، وأقام ساعده .

(فإنه ربما يستثقل في النوم فتطلع الشمس وهو لا يدري فيكون ما يفوته من الصلاة أفضل مما يناله من الحج ، والأحب بالليل أن يتناوب الرفيقان في الحراسة ، فإذا نام أحدهما حرس الآخر ، وذلك هو السنة ) قال العراقي : رواه البيهقي من طريق ابن إسحق من حديث جابر في حديث فيه : فقال الأنصاري للمهاجري : أي الليل أحب إليك أن أكفيك أوله ، أو آخره ؟ فقال : لا ، بل اكفني أوله فاضطجع المهاجري . . . الحديث ، والحديث عند أبي داود ، لكن ليس فيه قول الأنصاري للمهاجري (فإن قصده عدو ، أو سبع في ليل ، أو نهار ، فليقرأ آية الكرسي) إلى خالدون (وشهد الله أنه لا إله إلا هو) إلى قوله : الإسلام ، والآية التي بعدها إلى قوله : بغير حساب (وسورة الإخلاص ، والمعوذتين ، وليقل : بسم الله ، ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله ، حسبي الله ، توكلت على الله ، ما شاء الله ، لا يأتي بالخيرات إلا الله ، ما شاء الله ، لا يصرف السوء إلا الله ، حسبي الله ، وكفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله منتهى ، ولا دون الله ما كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ، تحصنت بالله العظيم ، واستعنت بالحي الذي لا يموت ، اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام ، واكفنا بركنك الذي لا يرام ، اللهم ارحمنا بقدرتك علينا ، ولا نهلك ، وأنت ثقتنا ، ورجاؤنا ، اللهم أعطف علينا قلوب عبادك وإمائك برأفة ورحمة إنك أنت أرحم الراحمين) .

أما قراءة آية الكرسي ، فأخرج الديلمي في مسنده من حديث أبي قتادة مرفوعا : من قرأ آية الكرسي عند الكرب أغاثه الله تعالى ، وسنده ضعيف . وأخرج الطبراني ، وابن السني من طريق عمرو بن سمرة ، عن أبيه ، عن يزيد بن مرة ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها ، فقلت : بلى جعلني الله فداءك ، فرب خير قد علمتنيه ، قال : إذا وقعت في ورطة فقل : بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء .




الخدمات العلمية