التاسع : أن يتقرب بإراقة دم ، وإن لم يكن واجبا عليه ويجتهد أن يكون من سمين النعم ، ونفيسه وليأكل منه إن كان تطوعا ولا يأكل منه إن كان واجبا قيل في تفسير قوله تعالى : ذلك ومن يعظم شعائر الله إنه تحسينه وتسمينه .
أفضل إن كان لا يجهده ولا يكده وليترك المكاس في شرائه فقد كانوا يغالون في ثلاث ويكرهون المكاس فيهن الهدي والأضحية والرقبة فإن أفضل ذلك أغلاه ثمنا وأنفسه عند أهله وروى وسوق الهدي من الميقات أن ابن عمر رضي الله عنهما أهدى بختية فطلبت منه بثلاثمائة دينار ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعها ويشتري بثمنها بدنا فنهاه عن ذلك وقال : بل أهدها وذلك لأن القليل الجيد خير من الكثير الدون ، وفي ثلاثمائة دينار قيمة ثلاثين بدنة ، وفيها تكثير اللحم ولكن ليس المقصود اللحم إنما المقصود تزكية النفس ، وتطهيرها عن صفة البخل ، وتزيينها بجمال التعظيم لله عز وجل فـ عمر لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم وذلك يحصل بمراعاة النفاسة في القيمة كثر العدد ، أو قل والعج : هو رفع الصوت بالتلبية ، والثج : هو نحر البدن . وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بر الحج ، فقال : العج والثج
وروت رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما عمل آدمي يوم النحر أحب إلى الله عز وجل من إهراقه دما وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها ، وإن الدم يقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع بالأرض فطيبوا بها نفسا وفي الخبر : عائشة لكم بكل صوفة من جلدها حسنة وكل ، قطرة من دمها حسنة وإنها ، لتوضع في الميزان فابشروا وقال صلى الله عليه وسلم استنجدوا هداياكم فإنها مطاياكم يوم القيامة .
العاشر : أن يكون طيب النفس بما أنفقه من نفقة وهدي ، وبما أصابه من خسران ومصيبة في مال أو بدن إن أصابه ذلك فإن ذلك من دلائل قبول حجه فإن المصيبة في طريق الحج تعدل النفقة في سبيل الله عز وجل الدرهم بسبعمائة درهم بمثابة الشدائد في طريق الجهاد فله بكل أذى احتمله وخسران أصابه ثواب فلا يضيع منه شيء عند الله عز وجل .
ويقال : إن من أيضا ترك ما كان عليه من المعاصي ، وأن يتبدل بإخوانه البطالين إخوانا صالحين ، وبمجالس اللهو والغفلة مجالس الذكر واليقظة . علامة قبول الحج