وأما قطع العلائق فمعناه فكل مظلمة علاقة وكل علاقة ، مثل غريم حاضر متعلق بتلابيبه ينادي عليه ، ويقول : إلى أين تتوجه ؟ أتقصد بيت ملك الملوك ؟ وأنت مضيع أمره في منزلك هذا ، ومستهين به ومهمل له أولا تستحي أن تقدم عليه قدوم العبد العاصي فيردك ولا يقبلك فإن كنت راغبا في قبول زيارتك فنفذ أوامره ورد المظالم وتب إليه أولا من جميع المعاصي واقطع علاقة قلبك عن الالتفات إلى ما وراءك لتكون متوجها إليه بوجه قلبك كما أنك متوجه إلى بيته بوجه ظاهرك . رد المظالم والتوبة الخالصة لله تعالى عن جملة المعاصي
فإن لم تفعل ذلك لم يكن لك من سفرك أولا إلا النصب والشقاء وآخرا إلا الطرد والرد وليقطع العلائق عن وطنه قطع من انقطع عنه وقدر أن لا يعود إليه ، وليكتب وصيته لأولاده وأهله فإن المسافر وماله لعلى خطر إلا من وقى الله سبحانه .
وليتذكر عند قطعه العلائق لسفر الحج قطع العلائق لسفر الآخرة فإن ذلك بين يديه على القرب وما يقدمه من هذا السفر طمع في تيسير ذلك السفر فهو المستقر وإليه المصير .
فلا ينبغي أن يغفل عن ذلك السفر عند الاستعداد بهذا السفر .